اليمن الجديد وأمن الخليج

آراء

تزداد مخاطر فوضى اليمن على الأمن القومي لدول مجلس التعاون كل يوم. أما اللاعب الرئيسي في تغذية هذا الخطر فهو إيران. المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، أعربت عن مخاوف بلادها من نوايا إيران لزعزعة استقرار اليمن.

تقريرات كثيرة تؤكد تدفق مزيد من الأسلحة والأموال من إيران لبعض «أتباعها» في اليمن. تلك ليست «مبالغات»
أو «دعاية» مضادة لإيران. اليمن -حتى من دون إيران- «قنبلة موقوتة» في وجه أمن الخليج.

وفي لعبة المصالح والتجاذبات السياسية الإقليمية يصبح طبيعياً أن تلعب إيران -مثلما يلعب غيرها- بأي ورقة إقليمية متاحة. واليمن «ورقة» سهلة في ظل المرحلة الانتقالية الحرجة التي يمرّ بها. ألم نتعلم من دروس الأمس القريب؟ حينما سحبت دول الخليج يدها تماماً من العراق، دخلت إيران -بكل ما عندها من نفوذ- لتتسلم العراق على طبق من فوضى.

وإن كنا قد خسرنا العراق فكارثة أن نخسر اليمن لصالح الفوضى ومن يقف وراءها. لا ننسى أن علي صالح وفريقه مازالوا يراهنون على الفوضى القادمة في اليمن، ليس فقط لحماية مصالحهم وإدارة «اللعبة» من خلف الوجوه الجديدة في المشهد الجديد، ولكن أيضاً لكي يقولوا للناس في اليمن وخارجه: أرأيتم.. من دوننا تحل الفوضى!

مبادرة دول مجلس التعاون كانت أفضل الحلول للخروج باليمن من مأزق الثورة التي لم تكتمل كما أراد شباب التغيير.
لكنها ليست سوى خطوة واحدة في طريق طويلة لاستقرار حقيقي في اليمن. وإن لم تنظر دول المجلس لليمن كمحور أساس في أمنها القومي، وتتعامل معه كأولوية أمنية وسياسية إقليمية، فإنها إنما تترك لغيرها استغلال فوضى اليمن الراهنة لتطويق دول المجلس بمزيد من المخاطر.

لابد من سباق جريء مع الزمن لقطع الطرق على من يعمل الآن لفتح جبهات جديدة ضد الخليج في اليمن. تلك فعلاً أولوية في قائمة أولويات أمننا القومي.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٠٤) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٧-٠٣-٢٠١٢)