انقسام دولي بمجلس الأمن.. وواشنطن تتأهب لضرب سوريا

أخبار

ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصورة مفاجئة، أمس، زيارته الأولى المقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى أمريكا اللاتينية؛ من أجل «الإشراف على الرد الأمريكي على سوريا»، وفق ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن موسكو ستقدم مشروع قرار يطالب بإجراء تحقيق بالهجوم المفترض بأسلحة كيماوية في مدينة دوما؛ وذلك بعد رفض روسيا مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة، فيما اتهم الكرملين، الغرب بتبني موقف غير بنّاء في سوريا؛ لكن موسكو استبعدت وقوع مواجهة مسلحة مع أمريكا بشأن سوريا. 

وقال لافروف: «سنتقدم اليوم بمشروع قرار يطالب بتحقيق»، مؤكداً: «نحن مهتمون بأن يشارك الخبراء المستقلون في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» في هذا التحقيق.

وأضاف: «ليتمكن محققو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من القيام بواجباتهم»، عليهم «بالضرورة التوجه إلى المكان»، مؤكداً قدرة القوات الروسية في سوريا والنظام السوري على تأمين سلامة مفتشي المنظمة. وتابع: «لا يمكن أن نثق، بعد الآن، بنتائج تحقيقات تجري عن بُعد»، مشيراً إلى الهجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون السورية، التي تتهم واشنطن النظام السوري بشنه. وأكدت روسيا، أن مشروع القرار، الذي قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، الاثنين، يتضمن «عناصر غير مقبولة» تجعله «أسوأ» من مشروع قرار أمريكي سابق. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين إثر جلسة علنية طارئة عقدها مجلس الأمن حول سوريا، الليلة قبل الماضية، إن المقترح الأمريكي الجديد «يتضمن بعض العناصر غير المقبولة، مما يجعله أسوأ» من المقترح الأمريكي الأول.

وكان دبلوماسيون ذكروا أن روسيا أبلغت مجلس الأمن، أنها ستطرح مسودتي قرارين بشأن سوريا للتصويت؛ لأنها لا تتفق مع نص أمريكي لمشروع قرار يهدف إلى إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن هجمات كيماوية في سوريا.

من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن موقف الولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى من مزاعم استخدام أسلحة

كيماوية في سوريا ليس بنّاء؛ لكنه قال إن روسيا لم تفقد الأمل بعد في الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، إنه لا يوجد احتمال لحدوث مواجهة في سوريا تؤدي إلى اشتباك عسكري بين روسيا والولايات المتحدة. ونسبت الوكالة إلى بوجدانوف قوله: إن هناك «اتصالات عمل» بين مسؤولين روس وأمريكيين حول سوريا، مضيفاً أنه يرى أن الرأي سيسود في النهاية.

من جهة أخرى، قالت ساندرز إنه «نزولاً لطلب الرئيس سيسافر نائبه مايك بنس عوضاً عنه إلى ليما؛ لحضور قمة الدول الأمريكية». وأضافت «سيبقى الرئيس في الولايات المتحدة؛ للإشراف على الرد الأمريكي في ملف سوريا». وكان ترامب أعلن، الاثنين، أن الولايات المتحدة على وشك الرد «بقوة» على دمشق وحلفائها؛ بعد الهجوم الكيماوي، وحمل بعنف على روسيا، التي حذرت من «عواقب خطرة» إذا حدثت ضربات غربية. وأضاف ترامب أمام الصحفيين وقد أحاط به أعضاء مجلس الأمن القومي «نحن بصدد اتخاذ قرار بشأن ما سنقوم به في ما يتعلق بالهجوم المروّع، الذي حصل قرب دمشق، والذي سيتم الرد عليه، وسيتم الرد عليه بقوة». وتابع «سنتخذ قراراً الليلة أو بعد ذلك بوقت قصير جداً»، بينما لم يستبعد وزير الدفاع في حكومته جيمس ماتيس توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري.

إلى ذلك، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، إنها ستتحدث مع ترامب في وقت لاحق بشأن الهجوم في سوريا. وقالت للصحفيين في كمبردجشير في شرق إنجلترا «سأستمر في الحديث مع حلفائنا وشركائنا كما فعلت، تحدثت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الصباح، وسأتحدث مع الرئيس ترامب في وقت لاحق». (وكالات)

المصدر: الخليج