بدور القاسمي.. علامة مضيئة في صناعة النشر

أخبار

يحتفي «يوم المرأة الإماراتية» في كل عام بمسيرة كل النساء في الدولة ويقدم نماذج من القياديات والشخصيات التي شكلت جهودهن وتجاربهن علامات مضيئة في مختلف المجالات وباتت تجارب ملهمة للأجيال الجديدة من الفتيات والشابات.

وعلى المستوى الثقافي كرست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين مؤسس جمعية الناشرين الإماراتيين جل جهودها من أجل الارتقاء بصناعة النشر وتأسيس بيئة حاضنة للإبداع لتقود بذلك واحدة من التجارب الرائدة في دعم سوق الكتاب والنهوض بمهارات العاملين فيه على مستوى المنطقة والعالم.

وعبر طموحات وأفكار واعدة ترجمت خلال سنوات إلى فعل على أرض الواقع وضعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خريطة طريق واضحة المعالم للنهوض بقطاع النشر وصناعة الكتاب عربياً وعالمياً وذلك بعد توليها منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في العام 1896 لتكون بذلك ثاني امرأة بعد آنا ماريا كابانيلاس ولتبدأ مرحلة جديدة من الاهتمام بالكتاب.

بيئة حاضنة للإبداع

وانطلقت تجربة الشيخة بدور القاسمي في الاتحاد الدولي للناشرين من واقع جهودها لإحداث نقلة نوعية في واقع النشر الإماراتي بعدما أسست جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009 وتولت رئاستها حتى العام 2013 ونجحت في فتح آفاق جديدة وواعدة تخدم الارتقاء بهذا المجال وعملت على دعم أعضاء الجمعية ومساندتهم في مختلف الخطط والاستراتيجيات التي ترتقي بمجالات أعمالهم.

وشكلت هذه الجهود التي تجلت في التنامي الملحوظ لأعداد الناشرين الإماراتيين وتوسع سوق النشر الإماراتي على المستويين العربي والعالمي خطوة كبيرة في مسيرة الشيخة بدور القاسمي ووضعتها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية الصادرة عن «مجلة فوربس الشرق الأوسط» كما كرمتها المجلة في العام 2014 تقديراً لدورها الريادي في تعزيز الثقافة والأدب والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع خاصة الأطفال والشباب.

اهتمام بمستقبل الأجيال

ولأنها ترى أن الغرس الجيد يثمر في المستقبل طاقات وإبداعات اهتمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بثقافة الأجيال الجديدة فأسست في العام 2007 دار «كلمات» للنشر المتخصصة بإصدار كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية والتي انتقلت في العام 2013 لتصبح «مجموعة كلمات» وتضم تحت مظلتها دار «كلمات» للنشر ودار «حروف» المعنية بتطوير برامج تعليمية مبتكرة تدعم التعليم باللغة العربية إلى جانب دار «روايات» المتخصصة بأدب الشباب والكبار ودار«كومكس» لنشر الروايات والقصص المصورة باللغة العربية.

ولم يتوقف جهد الشيخة بدور للارتقاء بنشر كتاب الطفل العربي عند هذا الحد وإنما أسست المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وتولت منصب رئاسته الفخرية ليكون الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين المنظمة غير الربحية التي تمثل شبكة عالمية من الأشخاص الذين تعهدوا بتأمين الكتب للأطفال ليتسنى لهم الاستفادة مما تقدمه من معارف وخبرات.

رفد لمجتمع المعرفة

هذا الحراك الثقافي الذي دفع عجلة التنمية الثقافية المجتمعية في الإمارة ورفد مشروع الشارقة الثقافي الكبير الذي أسس له صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ساهم بشكل كبير في تأكيد مكانة الشارقة ودورها المحوري على خريطة الفعل الثقافي العربي والعالمي، وكان مساهماً وشريكاً في إيصال الإمارة لنيل لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 أرفع الألقاب في مجال الثقافة الذي توجتها به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» لتتولى الشيخة بدور رئاسة اللجنة الاستشارية للشارقة العاصمة العالمية للكتاب وتقود من جديد سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعبر عن مكانة الإمارة ومشروعها الثقافي.

ولا ينفصل العمل الإنساني عن الثقافي في الشارقة بل هي جهود واحدة تصب في مصلحة الارتقاء بحياة الإنسان فكان أن أسست الشيخة بدور القاسمي في العام 2016 «مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال» بهدف تحقيق جملة من المبادرات الرامية لتوفير الكتب والمواد القرائية للأطفال في المناطق البعيدة والمتأثرة بالنزاعات والتي يصعب الوصول إليها بالكتب.

وساهمت المؤسسة في العديد من المبادرات الرائدة والنوعية أبرزها مبادرة «أرى» الهادفة إلى نشر الوعي بقضايا الأطفال المكفوفين وضعاف البصر فوقفت إلى جانبهم وساندتهم في المدارس والمراكز المجتمعية والمكتبات العامة ووفرت لهم كتباً بلغة «برايل» وأخرى مسموعة ومطبوعة بأحرف كبيرة لتسهيل القراءة على الأطفال الذين يعانون من صعوبات.

ومضت «كلمات لتمكين الأطفال» في توفير الكتب للأطفال العرب واللاجئين ممن يعيشون في مناطق فقيرة وتضرروا جراء الحروب والصراعات التي طالت بلدانهم فعملت على إطلاق مبادرة «تبنى مكتبة» ووفرت العديد من الكتب للأطفال في كل من الأردن وتونس وأرمينيا وفرنسا والبرازيل وإيطاليا والسويد وغيرها من الدول ليكون الكتاب رفيقاً يومياً للطفل ونافذة تعبر به إلى مستقبل أكثر ازدهاراً وإشراقاً.

واليوم وبعد كل الجهود المثمرة التي جعلت من الشارقة منارة علم وثقافة وإبداع لا تزال الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي حريصة على أن يحظى الكتاب ببيئة تدعم صناعته وترتقي به وأن يصل للأجيال الجديدة ليكون مرشداً ومحركاً للنهضة والبناء.

المصدر: الاتحاد