براكة.. بركة الإمارات للعالم

آراء

نحتفل بثاني محطات براكة، ونحتفي بقدرات بلادنا على تحقيق منجزها الحضاري برعاية سامية من صناع المجد ورعاة نهضتنا، والعالم يبارك ويفتح عيونه على مشاريع الإبهار والدهشة، حيث الأرض تتكلم بلغة الجديد في كل شيء، وتسرد للعالم قصة وطن أنجز، فأعجز، وتقدم فقدم، وذهب فأعطى الذهب، وسار فسير جداول الحلم فائضة بالحياة.

محطة براكة الثانية، هي الخطوة الأخرى باتجاه عالم نظيف، وبلا مسممات، ولا مدهمات، ولا مشوهات، ولا قاتمات تعرقل الحياة، وتسد الطريق نحو صحة بشرية يحتاجها الإنسان لكي يكمل درس حضارته، ولكي يملأ فراغ ما تبقى من نوافذ في عمر التطور وهي كثيرة، هي السؤال البدهي نحو عالم يتهجى معرفته من خلال قراءة كتاب الوعي الذي يفتح الآفاق إلى ما لا نهاية.

الإمارات اليوم تقود المرحلة بسلاح الوعي المخلص، بأهمية أن نكون سوياً تحت قبعة السماء، مندمجين في الوجود، تجمعنا قناعتنا بالسلام كقصيدة أبياتها من خيوط الحرير، وقوافيها من لآلئ خليجنا الأغر، والوزن هذه السياسة الحكيمة التي تطرز مخملها قيادة لها في الحكمة مدار، وفي الشيمة مسار، وفي القيمة أدوار، قيادة حباها الله فطنة إدارة الحياة بعقلية النجوم المضاءة في أحشاء السماء، قيادة لها في الزمان ما للأنهار من عراقة، وما للجبال من شموخ، وما للسماء هيبة، ومنعة.

عندما نتأمل المشهد في الإمارات، ونمعن النظر في هذه اللوحة التشكيلية، نشعر أن الفنان هو ليس من يرسم صورة من الطبيعة، بل الفنان هو من يعيد صياغة الطبيعة بلون ذات احترفت فن الصياغة، وامتهنت بلاغة التعبير عن نفسها بشكل لا يقبل التسويف، ولا يرضى إلا بالجمال كمعطف يزدان به الوجود، ويتهلل به وجه الدنيا، وتسمو به البشرية، ويضاء الكون بمصابيحه النيرة وليس أوقع من أن يكون شباب هذا الوطن هم المصابيح، وهم النجوم التي تصفق لطاقاتهم الفذة، كلما ارتفعت راية الوطن بمنجز يضاف إلى مجمل إنجازاته التي ملأت الأسماع والأبصار، وحدثت كل من لديه صمم.

هذه هي الإمارات هذه شمعة الحاضرين في هذا الوجود الذي لا يحترم، ولا يقدر إلا الأقوياء بشيمهم، وقيمهم وأحلامهم التي تطال عنان السماء، وتملأ فيض الوجود. هذه هي الإمارات في سمتها الفياض وسماتها الغارفة من نهر تاريخاً، وإرثها العريق، هذه الإمارات هي من ملأت الكون صدحا وجاشت مهج أهلها ولعاً بالجديد المفيد، من أجل حياة خالية من أدران التعب، وبراثن السغب.

هذه الإمارات الروح والريحان في زمن يحتاج العالم فيه إلى عبقرية تنأى به عن حماقات محترفي الضجيج المعرقل، والعجيج المستفحل.

المصدر: الاتحاد