هيفاء صفوق
هيفاء صفوق
كاتبة واخصائيه اجتماعية

بعد الضعف قوة

آراء

تجارب الحياة أكبر معلم لنا، ربما يعاني الفرد منها في البداية لكن عندما ينتهي من التجربة ويدرك الدرس منها سيتعافى ويتشافى من كل ألم، بل سنجد أفرادا يشكرون هذه الظروف التي مرت بهم فلقد غيرتهم للأفضل والأحسن.

في عمق التجربة سيطرح الفرد العديد من الأسئلة باحثاً عن الأسباب ولماذا يمر بهذه الظروف، من هنا يفتح العديد من الأبواب لتأمل حاله ورؤيته للحياة، سيشاهد نفسه وكأنه أول مرة يشاهدها بعمق بعيدا عن إسقاط اللوم على أحد؛ بل سيتحمل مسؤولية نفسه في التعلم حقيقة من هذه التجربة وسيدرك معنى عميق جدا لا أحد يضر ولا أحد ينفع غير الله، وهذه قوة تجعل من الجميع يستطيعون اختيار الطريق الذي يناسبهم بقناعة ويتحملون مسؤولية أنفسهم في البحث داخل أعماقهم عن ماذا يريدون فعلاً، وستكبر الصورة للحياة بطريقة جميلة وعميقة بحيث تجعلهم لا يتأسفون على شيء.

هناك فرق بأن يغير الفرد من نفسه، وبين أن يجلس في الحزن أو تأنيب الضمير، الحل نبحث عن الأسباب ثم نغير من أنفسنا للأفضل والأحسن.

هناك العديد من القصص لأفراد حولوا حياتهم من الضعف إلى القوة بعدما أدركوا المعاني العميقة مثل الدكتور واين داير رغم وصوله إلى دكتور في الجامعة إلا أنه ما زال يشعر بالضعف والغضب من والده الذي هجرهم وهم صغار وكيف عاشوا في دار الأيتام، أدرك دكتور واين داير أن هناك شيئا لا بد البحث عنه لكي يتصالح مع ذاته، قرر أن يبحث عن والده وعرف أنه توفي، ثم قرر أيضا أن يذهب إلى قبره وعندما وقف على قبر والده تحدث بكل معاناته وكل ألم، واجه الألم بشجاعة ثم شعر براحة عجيبة؛ نعم إنها (قوة التسامح) فتغير حاله بعد تجربة الطفولة إلى دكتور ملهم للعديد من الناس من خلال كتبه وفديوهاته التي تعلم كيف تتحول من الضعف للقوة.

لذا بعد كل انكسار أمل وحياة وعزيمة خاصة إذا أدركنا لماذا نمر جميعا بهذه التجارب، لكي نتعلم ونعي كيف نحب أنفسنا وندرك التوازن في حياتنا في كل شيء.

دائما نسأل الله أن ينير العتمة في قلوبنا بنوره، وأن يملأ قلوبنا بالحب والتسامح، فلا يجتمع في القلب محب وحاسد، ولا عطاء وبخل، ولا ظلام ونور.

المصدر:الرياض