«بينالي قلنديا الدولي» يُـخرج أرشيف فلسطين من الأدراج

منوعات

انطلقت في فلسطين النسخة الثانية من «بينالي قلنديا الدولي» للفنون البصرية المعاصرة، بمشاركة أكثر من 100 فنان فلسطيني وأجنبي من 23 دولة تحت شعار «الأرشيف حياة ومشاركة». وأعلن المنظمون أن النسخة الثانية من البينالي ستمتد حتى 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في أنحاء مختلفة من فلسطين التاريخية بما فيها القدس، وغزة، ورام الله، وحيفا، والخليل وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، وقلنديا وغيرها، من خلال سلسلة من المعارض، وعروض الأداء، والجولات في الفضاءات العامة.

وفي النسخة الثانية، يقدم البينالي تجربة فريدة وتجتمع فيه طاقات وموارد 13 من أهم المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بالفنون البصرية المعاصرة، ناسجة شبكة من العلاقات المثمرة العابرة للحدود والحواجز السياسية.

ويشمل البرنامج مجموعة من المعارض التي يستكشف معظمها موضوع الأرشيفات، ومن أبرزها معرض «غزة 87» لمجموعة «التقاء وشبابيك» للفن المعاصر الذي ينظم في غزة ويشارك فيه 10 فنانين يتناولون انتفاضة عام 1987 في محاولة لإلقاء الضوء على أرشيف غير موثق حول الحياة اليومية في غزة أثناء الانتفاضة.

متحف فلسطين

ويشارك المتحف الفلسطيني للمرة الأولى في هذه التظاهرة من خلال معرضه «مقدمة في المتاحف الفلسطينية» في مركز بلدية البيرة الثقافي، ويلقي الضوء على متاحف فلسطين، ومساهمتها في حفظ الأرشيف، وتعزيز الهوية الوطنية. والمعرض هو نتاج تعاون ما بين 39 متحفاً على امتداد فلسطين.

ومن جهة أخرى، تطلق مؤسسة عبد المحسن القطان معرض مسابقة الفنان الشاب لعام 2014 (اليايا) في قاعة مسرح بلدية رام الله، تحت عنوان «شهادات معلقة»، تشارك فيه أعمال تسعة فنانين شباب اجتازوا المرحلة النهائية للمسابقة، ويستند المعرض إلى مفهوم «التأريخ الذاتي والمنهجية الأرشيفية» الذي وضعته قيّمة المعرض فيفيانا كيكيا، والذي يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ المنسي أو المستبعد، وتقديم الحلقات المفقودة من الصورة.

وفي القدس تنظم مؤسسة المعمل معرض «على أبواب الجنة» السابع تحت عنوان «تصدعات» تنسيق الفنانة باساك سينوفا، وهو سلسلة معارض تحاول معالجة عدد من الأحداث والظروف في سياقات زمنية متعددة، متخذة من القدس نقطة انطلاق. كما ينظم حوش الفن الفلسطيني معرضاً تحت عنوان «رواية أخرى للماضي والحاضر والمستقبل: تخيلات ما وراء النسيان والتذكر»، وهو عبارة عن سلسلة من التدخلات لفنانين فلسطينيين ودوليين في محاولة لعكس ديناميكيات المنظور السائد للتاريخ، والصورة، والذاكرة – قيّمة المعرض عليا ريان.

ويشمل البينالي جولة تنظمها مؤسسة «رواق للمعمار الشعبي» إلى الخليل، ويطا، والظاهرية، تتخللها عروض أداء ومعارض تتضمن التعريف على أرشيف العمارة الفلسطينية في هذه البلدات. كما يفتتح معرض «تصاميم من فلسطين» في الأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين في البيرة، وهو نتاج مشروع مشترك ما بين مصممين وفنانين فلسطينيين وعالميين بالاشتراك مع حرفيين. وتشارك بلدية رام الله في سلسلة من المعارض والعروض الأدائية والتدخلات في الفضاء العام بعنوان «خارج الأرشيف» (تنسيق وإدارة يزيد عناني) متخذة من أرشيف بلدية رام الله محور استلهامها. وتسعى فكرة المعرض إلى إعادة تنصيب المحتوى الأرشيفيّ في فضاء خارج الأرشيف وغرفة الأرشيف، في محاولة لتوفير فرصة لتجديد المحتوى الأرشيفي أو تكراره، وإعادة إنتاجه وسرده وتفسيره، وإنتاج انطباعات بديلة.

وستتحول شوارع مدينة رام الله في 29 من الشهر الجاري إلى انتفاضة فنية، حيث سينطلق موكب لإحياء ذكرى انتفاضة عام 1987 بهدف استعادة صورة الانتفاضة التي اختفت من الذاكرة، ولا يعرف عنها الجيل الجديد إلا القليل. ويطلق هذا المشروع مركز خليل السكاكيني، ويستمر على مدى يومين متتاليين.

وفي حيفا تنظم جمعية الثقافة العربية معرض «منام» (تنسيق رولا خوري) الذي يُقام في مبنى الجمعية الجديد بمشاركة عشرات الفنانين الفلسطينيين.

ندوات

ويطلق «قلنديا الدولي» للمرة الأولى مجموعة من الندوات بعنوان «لقاءات قلنديا» والتي ستتخصص هذا العام لنقاش موضوع الأرشيف في فلسطين.

وانضمت هذا العام 6 مؤسسات ثقافية جديدة إلى منظمي البينالي، لتشمل المجموعة المنظمة لتظاهرة هذا العام المعمل، وحوش الفن الفلسطيني في القدس، ورواق، ومؤسسة عبد المحسن القطان، والمتحف الفلسطيني والأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين، وبلدية رام الله، ومركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله والجمعية العربية للثقافة في حيفا. كما انضمت أربع مؤسسات فلسطينية شريكة هي «مشاريع من راسي» من الكويت، وكل من مجموعتي «التقاء» و«شبابيك» للفن المعاصر من قطاع غزة، و«المشغل» في حيفا.

المصدر: الحياة