فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

تحدثوا عن خلافاتكم

آراء

عندما نعبر عن رأي ونقدم وجهة نظر، وندافع عنها بحماس، هذا لا يعني أن الآخرين سيقتنعون ويتبنون هذه الآراء، ستكتشف أنه مهما بذلت من الجهد ومحاولات الإقناع، ستصطدم بالرفض وبعقول لها رؤية بعيدة عنك. هذا واقع في حياتنا الاجتماعية ويمكن رصد مثل هذه التباينات في مختلف أوجه وتفاصيل هذه الحياة. هذه الحالة تنمو وتكبر وتصبح أكثر حدة وألماً عندما ينشأ مثل هذا الاختلاف والتباين داخل الأسرة الواحدة، بين الزوج والزوجة، أو بين الأب وأبنائه، هنا يكون شكل ولون الاختلاف وكأنه تنكر وجحود أو انهيار للحب ونحوها من الكلمات الرنانة الموجعة.

إن أمعنا النظر والتأمل فإننا سنكتشف أن هناك مواضيع تحتمل هذا التعدد في الرأي، ولا يضرها أن يكون هناك أكثر من صوت، كل واحد يتبنى وجهة نظر، وهناك مواضيع حيوية وهامة تستلزم الاتفاق والترتيب لإنجازها، ويصبح الخلاف فيها بمثابة تعطيل وتأخير؛ مثل رغبة الزوج في بناء منزل للأسرة في مكان وموقع ما، ترفض الزوجة وتحدد مكاناً آخر، وكل واحد منهما له وجهات نظرة ومبرراته وغاياته وأهدافه ونظرته المستقبلية، مثل هذا الاختلاف هو في الحقيقية تعبير عن الرأي، لكنه يحتاج لاتفاق وتوحيد الرؤية لإكمال مشروع بناء بيت العمر، وكما هو واضح كل واحد منهما في طريق مختلف تماماً عن الآخر، هذا مجرد مثال على التباينات الحياتية التي قد تسبب تعطل مشروع هام جداً يمس جميع أفراد الأسرة واستقرارهم.

في مثل هذه الحالات يجب الحوار بشكل دائم، والهدوء، وعدم الملل من التحدث عن موضوع الخلاف، لأن البديل عن الحوار الهادئ وعن جلسات التفاهم فادح ومؤلم، البديل قرارات فردية تكبر هوة المشكلة معها. تحدثوا عن خلافاتكم مرة ومرتين وعشرات المرات، ولا تملوا من طرح الموضوع مراراً وتكراراً.

المصدر: الرؤية