سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

«تخطيط ما بعد التقاعد».. شكراً «هيئة المجتمع»

آراء

جميلة جداً ترى الخطوة التي قامت بها هيئة تنمية المجتمع في دبي، والتي بادرت من خلالها بإنشاء برنامج تدريبي متخصص للموظفين، يساعدهم على تخطيط مرحلة ما بعد التقاعد، وذلك بإدخالهم ورش عمل يديرها مختصون في أهم ثلاثة مجالات يحتاج إليها المتقاعدون، وهي المجال الاجتماعي والصحي والمالي.

التقاعد مرحلة من مراحل الحياة، لابد من التخطيط والاستعداد لها جيداً، وبشكل يقلل من أي آثار سلبية محتملة، خصوصاً أن هناك من يصعب عليه تقبل الوضع الجديد، سواء من ناحية اجتماعية، حيث يجد الإنسان نفسه فجأة محاطاً بوقت فراغ طويل، لا يجد ما يفعله، ولا يعرف كيف يقضيه، وهذا الأمر تحديداً قد يدخله في اكتئاب نفسي شديد، كما أن الوضع المالي هو أشد ما يواجهه المتقاعدون، وهو بالنسبة لكثير منهم كابوس حقيقي، وهاجس مستمر، لذلك لابد من الاستعداد والتهيؤ نفسياً لهذا اليوم، والتخطيط المالي بشكل جيد لهذه المرحلة، وهذا التخطيط قد يحتاج أن يبدأ به الموظف قبل التقاعد بعشر سنوات على أقل تقدير.

من هُنا تأتي أهمية هذه الدورات التدريبية التي ابتدعتها هيئة تنمية المجتمع، حيث نظمت إلى الآن خمس دورات تدريبية، شارك فيها أكثر من 90 موظفاً، وبالتأكيد هذا العدد لا يكفي لنشر التوعية بهذا الأمر، لكنها مرحلة أولى تليها مراحل ودورات جديدة، حيث تستهدف الهيئة من خلالها تدريب 300 موظف خلال هذا العام، و4000 موظف مع حلول 2020.

الدورة التدريبية تبدأ في يومها الأول شرح قانون التقاعد للموظفين، وذلك بحضور مسؤول من هيئة المعاشات، ومن خلالها يُطلع الموظفين على القانون ويجيب المسؤول عن كل تساؤلاتهم، وهذا أمر مهم للغاية، لأنني بكل صراحة أعتقد أن 90% من الموظفين لا يعرفون الكثير عن هذا القانون، بل إنهم لا يُشغلون أنفسهم بقراءته أو محاولة فهمه، وكأنه لا يعنيهم، في حين أنهم من دون شك سيصابون بصدمة كبيرة بعد أن يصبح هذا القانون واقعاً يسري عليهم!

أما ورش العمل الأخرى، فإن جميعها تصبّ في خانة كيفية إعداد متقاعدين ناجحين في حياتهم، ومن خلال محاضرات يقدمها نماذج من متقاعدين ناجحين، حيث يتم تبادل المعرفة بين المتقاعدين الناجحين والموظفين المشاركين في الدورة، ويتم تقديم وصفات النجاح، والتعرف إليها.

كما تركز الدورة التدريبية أثناء انعقادها على جعل كل موظف يرسم خطته للمستقبل بالتفصيل، ويبحثها مع المتخصصين الماليين الموجودين، وذلك بهدف الخروج بخطة عمل واضحة قابلة للتنفيذ، وهذا في حد ذاته إنجاز ممتاز لهذا البرنامج، ليس هذا فحسب بل يقوم المعنيون في الهيئة بمتابعة وتحديث الخطة كل ستة أشهر مع الموظفين.

بصراحة فكرة إبداعية جميلة من هيئة تنمية المجتمع، قدمت من خلالها خدمة اجتماعية غاية في الأهمية، هذه الخدمة لها تداعياتها وأثرها في المجتمع بأسره، وليس على شخص الموظف فقط، فمرحلة ما بعد التقاعد تؤثر في جميع أفراد الأسرة، والخروج منها بنتائج إيجابية يحافظ على هذه الأسرة صغيرها قبل كبيرها!

المصدر:الإمارات اليوم