ترامب ينسحب من الاتفاق النووي وطهران تهدد بالتخصيب

أخبار

قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، الانسحاب من اتفاق إيران النووي الذي وصفه ب«الكارثي»، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنسحب من الاتفاق وإعادة العمل بالعقوبات على طهران المتعلقة ببرنامجها النووي، معلناً في الوقت نفسه عن رغبته بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران لا يسمج بامتلاك إيران قدرات تدميرية، وأكد أن بلاده قد تفرض عقوبات على دول أخرى.

وقال ترامب في بيان ألقاه من البيت الأبيض «لن نستطيع منع إيران من الحصول على قنبلة نووية ضمن الاتفاق الحالي، فالنظام الإيراني قادر على الحصول على السلاح النووي بسرعة بعد انتهاء الاتفاق»، وأضاف: «هذا الاتفاق لم يجلب السلام ولن يجلب السلام أبدا، علينا أن نقول إن الوعود الإيرانية هي كذب، إذا سمح باستمرار اتفاق إيران فسوف ينشب قريبا سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط». وأوضح في بيانه، أن الاتفاق النووي كان من شأنه حماية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الأسلحة النووية الإيرانية، ولكنه سمح لطهران بمتابعة تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات عنها».

وأعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشن عن استئناف كامل العقوبات المعلقة على إيران بعد مدة تتراوح بين 90 إلى 180 يوماً، وأوضح مونشن أن هذا الأمر يسري أيضا على ما يسمى بالعقوبات الثانوية، والتي تنطبق بالأساس، على أفراد وشركات، وأضاف الوزير الأمريكي أن هذه الفترة الانتقالية ستتيح للجميع، وقف أنشطتهم مع إيران.

وتنطبق العقوبات الأساسية بالدرجة الأولى على البنك المركزي الإيراني.

من جانبه، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي إنه من المحتمل تماماً «أن تكون هناك عقوبات إضافية ضد إيران، واعلن أن إعادة العمل بالعقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ستسري فوراً على العقود الجديدة، موضحاً أن أمام الشركات الأجنبية بضعة أشهر للخروج من إيران».

وقبل بضع ساعات من إعلان قراره، تشاور ترامب هاتفياً مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي أكد لنظيره الفرنسي أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق، الأمر الذي نفته الرئاسة الفرنسية. وفي وقت سابق، هاجم الرئيس الأمريكي مرة أخرى وزير الخارجية السابق جون كيري أبرز المفاوضين على هذا النص. وقال في تغريدة متوجهاً إلى جون كيري بالقول «ابق بعيداً عن المفاوضات جون، لا تسيء إلى بلدك» في إشارة إلى المحادثات التي أجراها كيري في الآونة الأخيرة مع عدة أطراف في هذا الملف.

ومن شأن قرار ترامب إعادة فرض عقوبات على إيران، أن يخلف تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة، إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الإيراني المنهك أساساً. ومنذ أن كان مرشحاً جمهورياً للرئاسية، وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي أبرمته إدارة سلفه باراك أوباما، منتقداً وجود ثغرات رهيبة فيه.

في كانون الثاني/ يناير، أمهل ترامب الأوروبيين حتى 12 أيار/ مايو لتشديد بعض النقاط الواردة في الاتفاق: عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرفع التدريجي اعتبارا من 2025 لبعض القيود على الأنشطة النووية الإيرانية، لكنه انتقد الاتفاق أيضا لأنه لا يتطرق بشكل مباشر إلى برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية ولا إلى دور طهران الذي يعتبره «مزعزعاً للاستقرار» في الشرق الأوسط. (وكالات)

المصدر: الخليج