تغذية الكراهية

آراء

تحولت منصات التواصل الاجتماعي ساحات لتُغذي الكراهية وخطابها، من خلال حفنة من المستأجرين لجهات ودوائر تنطلق من روح شريرة حاقدة على كل نجاح، سواء لقادة أو بلدان أو أفراد. ما يعنيني التصدي لكمية الأحقاد التي تنفثها تلك المواقع والمنصات عن أغلى وأعز الأوطان الإمارات والسعودية لأنهما اليوم تقودان مشاعل النور في مواجهة مخططات أعدائنا لإدخال المنطقة وشعوبها دياجير وأنفاق الفشل والظلام التي يتخبطون فيها. متابعتهم ورصدهم ليست بالمهمة المستحيلة رغم الأسماء والحسابات الوهمية التي يتخندقون خلفها، مستغلين تراخي القائمين على تلك المنصات التي أعلنت مؤخراً اتفاقها على تشديد جهودها لتعزيز مكافحة التحريض على الكراهية، والذي أكده الاتحاد العالمي للمعلنين.

تشمل تلك المنصات «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، بينما يتضمن الاتفاق ولأول مرة «مجموعة تعريفات واضحة تتيح رصد محتوى الإنترنت الذي ينطوي على كراهية». ما حرك هذه المنصات قيام مئات المعلنين، ومن بينهم علامات تجارية عالمية بتعليق نشر إعلاناتها في «فيسبوك»، ودعوا عملاق شبكات التواصل الاجتماعي إلى «تكثيف العمل لمكافحة ما يُنشَر على منصاتها من أخبار مضلِّلَة ومحتوى ينطوي على كراهية». كما جمّد عدد من مشاهير هوليوود خلال الشهر الجاري حساباتهم على «فيسبوك» و«إنستغرام» ليوم واحد للتذكير بهذه القضية.

وأوضح الاتحاد العالمي للمعلنين في بيان له الأربعاء الماضي «أن فيسبوك ويوتيوب وتويتر، قررت مع اختصاصيين في التسويق ووكالات أعضاء في التحالف الدولي لوسائل التواصل المسؤولة، اعتماد مجموعة مشتركة من التعريفات التي تحدّد ما يندرج ضمن خطاب الكراهية وسواه من المحتويات المسيئة، والتعاون لمراقبة جهود القطاع لتحقيق تحسّن في هذا المجال البالغ الحساس».

واعتبرت مسؤولة في «فيسبوك» أن الاتفاق يوفر لكل الأطراف «لغة موحدة تتيح تعزيز مكافحة الكراهية على الإنترنت».

وكان مؤسس «فيسبوك» ومديرها العام مارك زاكربرغ قد أعلن في يوليو الماضي أن الشبكة «مصممة على عدم السماح بنشر مضمون ينطوي على خطاب كراهية على صفحاتها». ولكنها أي الشبكة قامت بفعل في «الاتجاه المعاكس» عندما عينت الإرهابية الإخوانية اليمنية توكل كرمان عضواً في «حكماء فيسبوك» لمراقبة محتوى الكراهية والتطرف، متناسين أنها ملكة التحريض والكراهية في هذه المنطقة من العالم، والتي تشكل مركز ثقل في إيرادات تلك المنصات، ولكن للأسف من دون تأثير يمنع تفشي الخطاب المحرض الخطير على السلام الاجتماعي وأمن واستقرار الشعوب والأوطان.

المصدر: الاتحاد