تغريدة بمليار دولار

آراء

قبل أسابيع قليلة تسببت تغريدة للممثلة كايلي جينر نجمة تلفزيون الواقع الأميركية الشهيرة في خسارة أسهم شركة «سناب شات» في البورصة 1.3 مليار دولار من قيمتها بعد أن قالت في تغريدة لها توقفها عن استخدام التطبيق بعد تغيير بعض خصائصه.

عقب تلك التغريدة على حسابها في «تويتر» الذي يتابعه نحو 25 مليون شخص، وقع مليون شخص عريضة تطالب الشركة بإعادة النظر في تلك التغييرات. هذا حساب يمكن أن نقول عنه مؤثراً، وليس بعض الفقاقيع التي ظهرت بيننا مؤخراً، وانحرفت عن الغاية الأساسية من هذه المواقع التي يُطلق عليها تواصل اجتماعي. بل إن من هذه «الفقاقيع» التي تصف نفسها «فاشونيستا» من أصبح يطلب مبالغ ضخمة من المال لقاء الظهور، حتى لو كان لهدف إنساني رغم أن عدد متابعي أي منهم مشكوك فيه لتفشي ظاهرة بيع وشراء المتابعين في منطقتنا.

اليوم هذه «الفقاقيع» تحاول التشويش وترتفع أصواتها في أعقاب الخطوة المهمة جداً للمجلس الوطني للإعلام الذي أصدر نظام الإعلام الإلكتروني الذي أعلن عنه خلال الإحاطة الإعلامية التي نظمها الثلاثاء الماضي.

خطوة مهمة جاءت في توقيتها للتصدي للفوضى الجارية في هذا الفضاء الفسيح الذي اعتقدت هذه الفقاقيع أنه مشاع يمكن لكل من فيه أن يقوم بما يريد من دون أن يتحمل التبعات التنظيمية والقانونية. لا يخشى أو يرفض النظام والقانون إلا من يخالفهما يعمل بما يتعارض معهما.

نقول للذين جعلوا من صدور النظام مناحة وحالة من القلق على الساحة، اِطلعوا على تفاصيله، فهو تنظيمي في المقام الأول والأخير ويرفض الفوضى، وهو لا يشمل الحسابات الخاصة بالأفراد وإنما يتعلق بالذين يمارسون أنشطة ذات طابع تجاري ويستغلون حساباتهم للإعلان والترويج.

الخطوة التنظيمية هذه تؤكد تقديم محتوى راق يحمل رسالة هادفة، ويحترم الثوابت الوطنية والقيم والأديان وكذلك خصوصية الأفراد، وتتطلب منا جميعاً الالتفاف حولها، لأنها تصب في الصالح العام. إذ ستساعدنا في تحديد المواقع والحسابات ذات الترخيص من عدمه، وبالتالي نطمئن لما يحتويه أو يقدمه المرخص منها. وأعتقد أن الخطوة ستساهم كثيراً في تنقية فضائنا الإلكتروني من الكثير من الغث الذي يطل علينا وسط الفوضى التي كانت سائدة قبل صدور التنظيم الجديد الذي يتطلب المزيد من التوعية به للجمهور وإبراز آثاره الإيجابية.

المصدر: الاتحاد