ثروة وطنية جديدة

آراء

اكتشافات إماراتية جديدة في حقول النفط والغاز، أعلن عنها المجلس الأعلى للبترول، هذا الأسبوع، واستقطبت اهتمام وسائل الإعلام العالمية، في ظل الزيادات الطفيفة على أسعار النفط الخام، ومع ارتفاع سقوف التوقعات بالاتفاق التجاري المرتقب بين الولايات المتحدة والصين.

لم يغب خبر الاكتشافات عن اهتمامات معظم الصحف والمحطات التلفزيونية. صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، أبرزت تقدم الإمارات من المرتبة السابعة إلى السادسة عالمياً في احتياطيات النفط والغاز، بعد إعلان المجلس إضافة 7 مليارات برميل من النفط و160 تريليون قدم مكعبة، من الغاز غير التقليدي، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي.

هذه الأرقام مطمئنة جداً للأسواق العالمية، الباحثة عن الديمومة والاستقرار في إمدادات الطاقة، ويُضاف لها الإعلان عن اكتشاف موارد غاز غير تقليدية قابلة للاستخلاص تقدر بـ160 تريليون قدم مكعبة قياسية. وتعد هذه الاكتشافات «الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، في مؤشر لبداية مرحلة جديدة في تطوير الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية».

شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، أكبر روافع الاقتصاد المحلي، منذ العام 1971، عززت بهذه الاكتشافات مكانة الإمارات في أسواق النفط الدولية، مثلما أكدت استحقاقها المرتبة الـ 12 بين كبريات إنتاج النفط في العالم، بعدما حققت قفزات متلاحقة في استكشاف وتطوير حقول الغاز، عبر سلسلة من التفاهمات والشراكات مع كبار المنتجين، علماً أن قدرتها الإنتاجية أزيد من ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، وأكثر من 9.8 مليار قدم مكعّبة قياسية من الغاز يومياً.

هذه الأرقام، والاكتشافات المستمرة، تحمل مؤشرات وتوقعات عالية عن مكامن نفطية وغازية لم تكتشف بعد في أبوظبي، وهذا يعني أننا موعودون بمزيد من الأخبار السعيدة في السنوات المقبلة، لا سيما أن مشروعات «أدنوك» مستمرة في هذا الصدد، ووفقاً للشركة، فإنه «يوجد 310 أهداف استكشافية و110 تركيبات محتملة، وإضافة إلى موارد النفط والغاز التقليدية، تحتوي بعض المناطق المطروحة لعطاءات الاستكشاف على موارد محتملة كبيرة غير تقليدية».

كذلك، اتخذ المجلس الأعلى للبترول قراراً تاريخياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ«خام مربان» القياسي، وهذا يعني أن الإمارات زادت من ثقلها في قطاع النفط العالمي، بفضل امتلاكها «مربان أبوظبي» خاماً نفطياً مدرجاً للتداول في الأسواق، في إطار الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، ما ينعكس نمواً كبيراً في الاقتصاد الوطني، وحمايته من التأثيرات السلبية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية الكبرى، فضلاً عن الإمكانات الاستثمارية الهائلة التي توفرها الثقة بمواردنا الطبيعية، بعد الاكتشافات الأخيرة، وإطلاق «مربان أبوظبي».

المصدر: الاتحاد