«ثوبان».. والتأمين

آراء

خلال الأيام القليلة الماضية تعرضت بعض مناطق الدولة، وبالذات التابعة للفجيرة لعواصف قوية مصحوبة بأمطار غزيرة تسببت في الحاق بعض الخسائر المادية المتفاوتة، خاصة في منطقة ثوبان الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً عن مدينة الفجيرة والمعروفة بوجود عدد من المحال المتخصصة في خدمة المقطورات والخيام وبيع مستلزمات التخييم كونها على طريق السياح والزوار الذين يتوافدون عليها وعلى المناطق المجاورة للاستمتاع بجمال الطبيعة، سواء لعشاق الرحلات البحرية، أو التخييم في فصل الشتاء لتميز أجوائها.

أصحاب المحال المتضررة من الأحوال الجوية المتقلبة سواء في ثوبان أو غيرها من المناطق غالباً ما يجدون أنفسهم وحيدين أمام ما لحق بهم من خسائر وتعطل لمصالحهم ومصادر دخلهم الوحيدة، على الرغم من حرص الجهات المختصة في الإمارات على إصلاح الأضرار وتنفيذ أعمال إنشائية للتعامل مع مثل تلك الظروف، والتي بدورها تستغرق بعض الوقت، لتتمكن بعدها المنشآت المتضررة من استئناف نشاطها من جديد. كما إن تلك الجهات الحكومية تعمل على تقديم الدعم والعون لأصحاب المشاريع الصغيرة المتضررة، ولكن الأمر الملحوظ والمشهود هو الغياب الكامل عن المشهد لشركات التأمين الوطنية، والتي لا تختلف في طريقة تفكيرها عن بنوكنا المحلية السخية في إغراق المتعاملين معها بالقروض الشخصية الاستهلاكية والمترددة في دعم المشاريع الوطنية الشبابية الصغيرة والمتوسطة.

كنا نتمنى من مثل هذه المؤسسات أن تكون في صدارة التحرك للوقوف إلى جانب المتضررين من خلال تبني خطط تعويضية وحلول تستند للشريعة وبأقساط معقولة تخفف عنهم وطأة ما يتعرضون له جراء ظروف ومستجدات لا يد لهم فيها، وطرح برامج أسوة بما يحدث في الكثير من بلدان العالم إثر وقوع أضرار ناجمة عن أحوال طبيعية، وهناك دروس يمكن الاستفادة منها من اليابان وألمانيا وغيرهما في طريقة التعامل مع تبعات وتداعيات العواصف والسيول.

وإلى جانب دور المؤسسات المالية والتأمينية تتضاعف مسؤولية البلديات ووزارة الطاقة والبنية التحتية لإعادة النظر في أماكن البناء وإقامة المنشآت ومواصفات المواد المستخدمة في البناء، فنحن نتحدث عن تغيرات المناخ وما يستتبعه من تحولات في أحوال الطقس، ومع ذلك لم يشمل الاهتمام والمتابعة هذا الجانب، بحيث لا يمكن القبول باعتماد مواد ومستلزمات لا تصمد عند هبوب أول عاصفة أو هطول أمطار غزيرة هنا أو هناك، فالمسألة أبعد من مجرد إرسال آليات للبلدية لسحب المياه من الدوارات.

المصدر: الاتحاد