جامعة الدول العربية.. نذير البؤس!

آراء

ليت جامعة الدول العربية “تغسل يدها” تماماً من الشأن السوري. إنها اليوم فقط معطلة للقرارات الدولية المرتقبة ضد بشار الأسد ونظامه الطائفي.
وكل هذا التعطيل لا يخدم سوى أجهزة الموت التابعة لنظام بشار كي تُسفك المزيد من الدماء وتمارس المزيد من التعذيب.
أكاد “أبصم بالعشرة” أن أغلب من يتداول الشأن السوري سياسياً يعرف أن بشار -ككل الطغاة في التاريخ- على يقين تام أنه لن يقدم أي تنازل ناهيك عن قبول فكرة التنازل عن سلطاته لنائبه حتى وإن كان شكلياً كما في الحالة اليمنية. بشار اليوم يحتمي بالطائفة وبتخويف الناس من الحرب الأهلية والإرهاب.
لم تعد اللعبة غامضة على أحد.
الطائفة في سورية هي الحاكمة. فضابط صغير من طائفة الرئيس يملك من السلطات ما لا يملكه “لواء” من طائفة أخرى أعطي الرتبة فقط لذر الرماد في العيون.
واجهات النظام السياسية، من نائب الرئيس ومن في دائرته، ليسوا سوى واجهات “تمثيلية” لإخفاء الصبغة الطائفية على نظام الأسد. وهو اليوم يُجيش طائفته -وفيهم من ضحاياه كثير- مهدداً إياها بأن نهايته نهايتها. حتى فزاعة أن السنة ستقضي على بقية “الأقليات” إن ذهب نظامه باتت “نكتة” عند غالبية السوريين. فنظام الأسد اليوم هو الموت. وهو الكارثة التي حلت بالسوريين منذ عقود.
لكن من شبه المستحيل أن يبقى الشعب السوري مذعناً لظلم النظام وقهره خاصة في عصر الربيع العربي وثورة التقنية التي أخرجت السوري من ظلمات الأسد إلى نور العصر.
المطلوب اليوم من العالم وقفة إنسانية صادقة مع الحق. أما الجامعة العربية فلم تعد سوى نذير بؤس للمظلومين والمقهورين في المدن والأرياف السورية.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٢) صفحة (١٧) بتاريخ (٢٥-٠١-٢٠١٢)