جمال السويدي.. نموذج استثنائي

آراء

الحديث اليوم ليس تطوراً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو أمنياً أو ثقافياً محلياً أو إقليمياً أو دولين، بل عن مواطن من دولة الإمارات العربية المتحدة ساهم منذ عام 1994 في مئات من تلك الأحداث الاستراتيجية والتي كان لها أبلغ الأثر في تبوأ دولة الإمارات مرتبة القيادة والتميز عربيا ودوليا. هو معالي الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ومؤسس المركز، والذي قال عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أثناء حفل تكريم الشخصيات التي ساهمت في نهضة الدولة ومنحهم سموه «جائزة رئيس الدولة التقديرية»: «إن دولة الإمارات تعتز بعطاءات أبنائها وتكنّ كل التقدير لأي جهد وطني يبذل لتطور مسيرتنا الخيرة والتي كان لها أكبر الأثر في أن تتبوأ الإمارات مكانة متقدمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

قد لا يكفي الحديث هنا حول مسيرة السويدي، ولكن يكفينا القول إنه ومن خلال بصمة تاريخية وحجر أساس راسخ وضعهما، تمكن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من التفرد، وبتميز، بقيادة طريق البحث العلمي والدراسات الاستراتيجية على المستوى المحلي والعربي. فقد كان أول مركز يتم تأسيسه على نمط مراكز الأبحاث والفكر الاستراتيجي الغربية التي تساهم في تنمية مجتمعاتها وتضع كافة الخيارات الممكنة أمام متخذ القرار تجاه الأحداث المستقبلية. ولطالما كررت في العديد من المناسبات التي جمعتني بمعالي الدكتور جمال سند السويدي، سواء أثناء فترة عملي بالقرب منه أو في لقاءاتي مع المهتمين بشؤون المركز، أنه مركز يحلق عالياً على جناحين هما الدراسات الاستراتيجية التي تخدم عملية صنع القرار والأنشطة التي تهدف لخدمة المجتمع من خلال الإصدارات العلمية والمؤتمرات والندوات والمحاضرات.

والمحصلة كانت إنجازات تاريخية غير مسبوقة بقيادة معالي الدكتور جمال سند السويدي. وذلك سواء على صعيد وضع دولة الإمارات على خريطة العالم الثقافية في المجالات الاستراتيجية، أو ترسيخ مفهوم البحث العلمي لخدمة المجتمع بشكل عام وعملية صنع القرار بشكل خاص، أو من خلال إتاحة الفرصة لزعماء دول وحكومات ووزراء وعلماء ومفكرين وباحثين للتحدث أثناء المؤتمرات والمحاضرات والندوات حول كافة القضايا الاستراتيجية، أو من خلال وضع أول استراتيجية وطنية لتنويع القاعدة الاقتصادية لدولة الإمارات، أو من خلال لفت الأنظار ومنذ تسعينيات القرن الماضي للمخاطر المستقبلية للتركيبة السكانية، أو من خلال مساهمة المركز بالدراسات والتقارير التي نتج عنها إنشاء الدولة للعديد من الجهات الوطنية الرائدة في مختلف المجالات، وعشرات الإنجازات الأخرى.

ولكن المميز أنه على رأس إنجازات معالي الدكتور جمال سند السويدي تأهيل وإعداد العشرات من العناصر البشرية المواطنة التي تلقت العلم والخبرة المهنية تحت قيادته ثم انطلقت للعمل بتميز في العديد من قطاعات الدولة وهي تدين له، بعد الله سبحانه وتعالى، بالفضل في تسليحهم بالمعرفة والمهارات القيادية. ولقد صدقت بذلك مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن معالي الدكتور جمال السويدي أثناء تكريم سموه للفائزين ب«جائزة أبوظبي» نسخة عام 2011: «نحن بتكريم الشخصيات نكرّم فيهم القيم الأصيلة والمبادئ السامية التي عرف بها مجتمع الإمارات والتي لا تزال متأصلة في نفوس كثير ممن يعيشون في هذا الوطن، وهم يستحقون منا كل شكر وعرفان وتقدير وإشادة لما كرّسوه من وقت وعمل وجهد عاد بالنفع والفائدة على مجتمع الإمارات». شكرا دكتور جمال سند السويدي على ما بذلته لخدمة الوطن.

المصدر: الاتحاد