خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين

آراء

أحياناً تخونك الكلمات وأنت تكتب، تقف عاجزاً عن التعبير، تتردد وأنت تعبر، تفكر ألف مرة قبل أن تضيف جملة إلى أخرى، هذا الإحساس يراود أي كاتب، عندما يكتب الواحد عن شخصية عظيمة بقامة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة.

عندما أستمع له تثيرني تلك النبرة الدافئة في صوته، تجعلني أنصت باهتمام وترقّب لما يقوله في مداخلاته الإذاعية وفي المقابلات التلفزيونية، تخرج الكلمات بتلقائية وعفوية، تخرج من القلب فتدخل إلى القلب، كلماته وعباراته تعبر عن حب وعطف وحنان تجاه أبنائه.

استمعت إلى حديثه عشرات المرات، في كل مرة أجد نفسي أكثر إعجاباً بحكمته وفكره وتعلقاً بشخصيته، يمثل الضمير الحي عندما يتحدث في أي موضوع، لا تشعر أنه حاكم إمارة بقدر ما تشعر أنه والد حنون يسعى لراحة أسرته الكبيرة.

يخصص الكثير من وقته للاستماع إلى مشكلات الناس، لا يرتاح له بال عندما يعلم أن هناك من هو في حاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة، يوجه الدوائر المختصة ويتخذ القرار المناسب في أسرع وقت ممكن، يعبر عن كل ما يجول بصدره ويتحدث بصراحة وشفافية، لا يلقي باللوم على غيره بقدر ما يرى أنه المسؤول الأول عن أي تقصير قد يحدث في الإمارة الباسمة.

قبل أيام، تحدث سموه، أثناء الجلسة الأولى للمجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، وفي أثناء حديثه استوقفتني كثيراً عبارة «حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين»، لم تكن مجرد عبارة شبيهة بالعبارات التي نسمعها في خضم الخطابات الرنانة والشعارات المتلونة، إنها في الحقيقة تعبر عن شخصية الشيخ سلطان الذي أُطلق عليه لقب «ضمير الاتحاد».

«حاسبوني قبل أن يحاسبني رب العالمين»، تكشف معاني التواضع والأمانة وتحمّل المسؤولية والخوف من الله، عبارة تؤكد أن العلاقة مع أعضاء المجلس الاستشاري والمواطنين ليست علاقة بين حاكم ومحكوم بقدر ما هي علاقة تآلف وتعاضد وشراكة للعمل على راحة الناس، وهي من جانب آخر رسالة إلى كل مسؤول يعتقد أنه الآمر والناهي بأمر الله.

نحن في دولة الإمارات، ولله الحمد، محظوظون بقادتنا الذين يُضرب بهم الوصف في كل شيء جميل، كثيراً ما أقارن بين الإمارات وغيرها من الدول، بين شعب الإمارات وبقية الشعوب، حينها لا أملك إلا أن أشكر الله على هذه النعمة بكرة وأصيلاً.

المصدر: صحيفة الإمارات اليوم