حماية «افتراضية» للطفولة

آراء

تقوم هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بدور مهم وجليل في الاعتناء بأجيال المستقبل، وفي مراحل سنية دقيقة للغاية، وفي ظرف دقيق من العصر الرقمي الذي نعيش، وتساهم فيه أدواته بعمق وتأثير كبيرين في تشكيل شخصية الطفل رجل المستقبل.

وفي غضون أيام متلاحقة أصدرت الهيئة دليلاً لحماية الصغار على الشبكة العنكبوتية، وقبله أطلقت آخر إرشادياً حول استخدام الأطفال الصحي للأجهزة الرقمية، وكلا الدليلين كانا ضمن برنامج تكوين الصيفي 2020.

ويعد دليل حماية الصغار الأول من نوعه على مستوى الدولة لحماية الأطفال على الإنترنت في مرحلة الطفولة المبكرة. بينما يعتبر الدليل الإرشادي الآخر «مرجعاً مفيداً للمعلومات التي تعزز مهمة الوالدين في إيجاد نظام صحي متوازن لاستخدام أطفالهم الأجهزة الرقمية، وتوعيتهم بالآثار الضارة التي يمكن أن يسببها الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، وضرورة التزامهم بالحدود المقبولة للاستخدام، مع مراعاة مراحل تطور الأطفال والمخاطر المتزايدة المتعلقة بهذه المراحل، والتي يجب أن يكون الوالدان على دراية بها كلما تطور طفلهم، وصار أكثر قدرة على استخدام الأجهزة الرقمية، إلى جانب ضمان الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا وتوظيفها في خدمة الطفل وتعزيز نموه ورفاهه». كما قالت الهيئة بمناسبة إطلاقه.

خطوات مهمة تكتسب أهميتها كذلك من كون الإمارات تسجل واحداً من أعلى معدلات استخدام الإنترنت لكل فرد من السكان في العالم لتصل إلى 99%.

اليوم ومع كل ما نلحظه ونلمسه من متغيرات في حياتنا الاجتماعية واليومية من انكفاء هذا الجيل الرقمي على أجهزته الذكية، ونشوء أسوار عالية داخل البيت الواحد بين الآباء والأبناء، فإن الأمر يتطلب مقاربات جديدة بحسن الاستفادة من هكذا مبادرات للنهوض بهذه المسؤولية التربوية العظيمة وأداء الأمانة بالعبور بهم نحو مرافئ الأمان دون ضغوط.

أصبح من السهل للطفل، وفي مرحلة عمرية مبكرة التواصل مع أشخاص افتراضيين في عالم افتراضي، وتلقي أجوبة عن أسئلته الحائرة، والتي قد لا يجدها عند الوالدين المنشغلين عنه، واللذين قد يعتبران من المبكر جداً عليه معرفتها. ومن هنا خطورة المسألة، وكذلك أهمية مبادرة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة التي تتطلب منا جميعاً التفاعل لإنجاح الهدف السامي لها لتحصين أجيال الغد مما يدبره أعداء الحياة ومحترفو اغتيال البراءة الذين يستهدفونهم، ويرون فيهم أدوات يسهل تشكيلها وتوظيفها لخدمة غاياتهم الدنيئة في تقويض أهم دعائم بناء واستقرار المجتمعات.

المصدر: الاتحاد