«حياة».. فيلم يحكي قصص الضياع والهلاك في صحراء السعودية

منوعات

في واحدة من أهم التجارب التعليمية التي يمكن أن تقدم فائدة للمجتمع في الجزيرة العربية بشكل عام، وأهل المنطقة الشرقية من السعودية بشكل خاص، أخرج عدد من الطلبة الجامعيين المتمرسين في صناعة الأفلام القصيرة فيلما قصيرا يتحدث عن مخاطر الصحراء، مدعما بقصص واقعية مر بها الكثير من الشبان من هواة الرحلات البرية في السعودية.

ونجح عدد من الطلاب المتمرسين في صناعة الأفلام القصيرة من طلاب جامعتي الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الدمام، في رصد المخاطر المحدقة والمميتة لمن يهوون حب الصحراء والكشتات، حيث صوروا مشاهد فيلمهم الواقعي الذي يحمل عنوان «حياة»، وحصل في أيامه الأولى على عدد كبير جدا من المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صور هذا الفيلم في منطقة يكثر فيها الضياع والهلاك لمرتادي ومحبي الصحراء.

يقول مخرج الفيلم عبد الرحمن الهاشمي: «إن تصوير أحداث القصة كان في منطقة حومة النقيان الواقعة في صحراء الدهناء بفريق عمل مبدع من طلاب جامعتي البترول والمعادن وجامعة الدمام، والمنطقة التي قمنا بالتصوير فيها قد حصل فيها كثير من قصص الضياع والهلاك».

وأضاف الهاشمي: «استضفنا في الفيلم الدكتور نايف الشدي، وهو هاو للطلعات البرية والمقناص، وله خبرة واسعة في هذا المجال، والرحال وائل الدغفق المعروف برحال الخبر، عضو فريق عون للإنقاذ، وقد أفادنا بخبرته الطويلة».

وعن فكرة الفيلم يقول إنه يستعرض بعض المخاطر التي قد تواجه رواد الصحراء والكشاتة، وكيفية مواجهتها وأبرز الحلول ابتداء من الاحتياطات اللازمة قبل دخول الصحراء، وانتهاء بالخطوات التي تبقيك على قيد الحياة أطول فترة ممكنة في حال الضياع، مرورا بما بين ذلك من وسائل النجاة، كما يتناول الفيلم جانب البحث عن المفقودين وآليته وأنجع وسائله.

وبين أن الفيلم يغطي أساسيات هذه الجوانب عن طريق أحداث قصة مستوحاة من الواقع، بالإضافة إلى تعليقات ضيفي الفيلم المباشرة التي أثرته بشكل كبير.

وتعد صحراء الدهناء من أشهر الصحارى في الجزيرة العربية، وهي صحراء رملية حمراء في الجزيرة العربية، تمتد من النفود شمالا إلى الربع الخالي، وهي عبارة عن شريط رملي ضيق يتراوح عرضه ما بين 40 و80 كيلومترا، ويمتد على شكل قوس من الشمال إلى الجنوب لمسافة تزيد على ألف كيلومتر بمحاذاة جبل طويق.

وتصل صحراء الدهناء بين صحراء النفود الكبير في شمال الجزيرة وصحراء الربع الخالي في جنوبها، كما تشكل عند الكثير من الجغرافيين الحد الفاصل بين إقليمي نجد والأحساء. وتتشكل الدهناء من كثبان رملية عالية تمتد بشكل طولي وتسمى «عروقا»، وتصطدم بها أودية نجد لتشكل بعد هطول الأمطار تجمعات مائية تتحول بعد جفاف مائها إلى روضات غناء كروضة التنهات وروضة خريم. ويغلب على صحراء الدهناء التي صور فيها هذا الفيلم اللون الأحمر نظرا لاحتوائها على أكسيد الحديد، فتشابه بذلك صحراء النفود الكبير، وتبعد الدهناء نحو 90 كيلومترا عن العاصمة السعودية الرياض ونحو 150 كيلومترا عن مدينة الهفوف مقر محافظة الأحساء.

وجاء اختيار صحراء الدهناء كونها من أشهر الصحارى التي شهدت حالات ضياع وتوهان للكثير من الأسر والشباب – على حد سواء – من هواة الطلعات البرية، خصوصا أنها ترتبط بصحراء الربع الخالي، حيث سجلت دوريات حرس الحدود السعودية مئات الحوادث للغرق في الرمال الصحراوية هناك، وآخرها لأسرة إماراتية قبل أيام معدودة.

المصدر: الشرق الأوسط