«خيمة الأمل».. وإيران

آراء

سبق انعقاد القمة العربية الأسبوع الماضي، جدل واسع جراء التحديات الجمة التي واجهتها وتلاشت مع إصرار الأشقاء في موريتانيا على التمسك بحقهم في استضافتها ولو في «خيام»، وكان لهم ما أرادوا ليلتئم شمل العرب في قمة من أسرع قممهم، وأطلقوا عليها «قمة الأمل» استغرقت يوماً واحداً وصدر أثرها «إعلان نواكشوط».

الخيمة لها مكانها في الذاكرة والوجدان العربي، فهي المسكن والموئل والمجلس والملتقى، تستمد دفئها من دفء القلوب وصفاء النوايا والعقول. وقد كانت قلوب الموريتانيين مترعة بالحب، وهم يستقبلون أشقاءهم لأول مرة في بلد المليون حافظ وشاعر لإنجاح حدث، لطالما انتظروه.

لقد حمل «إعلان نواكشوط» مقاربات لعديد من القضايا التي بحثتها القمة، أحدث دعوة للجارة إيران للكف في الشؤون الداخلية للدول العربية»، وسرعان ما تجاوبت طهران مع هذه الدعوة وعلى طريقتها الخاصة بتكثيف تدخلها وتحريض أتباعها وذيولها على تصعيد أعمالهم الإرهابية في بلداننا الخليجية، ودعم الانقلابين والمتآمرين في اليمن الشقيق. وافتعلت أبواق الضلالة والتضليل، قصة سفينة، زعمت أنها إماراتية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية لتواصل حملاتها الموتورة على دولنا الخليجية، وبالذات المملكة العربية السعودية، ليغطوا عن تجاوزات الزوارق العسكرية الإيرانية في المياه السعودية والكويتية. بينما تواصل قوارب الحرس الإيراني تهريب المرتزقة، والأسلحة والمتفجرات لزعزعة الأمن، والاستقرار في دول الخليج العربية. كما تواصل إيران بتدخلاتها تأزيم الأوضاع في البؤر الملتهبة بمنطقتنا، ولولا استقواء الحوثيين والانقلابيين في اليمن بهم لما وصلت مشاورات الكويت إلى طريق مسدود، وكذلك آفق أي حل قريب للنزيف المستمر في كل من سوريا والعراق من جراء تدخل حرسها وذيوله من «حزب اللات» ومليشيات الحشد الطائفي.

تعودنا من نظام «ملالي طهران» عدم التجاوب مع أي مبادرات ودعوات للحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة وحسن الجوار بل يمضي في عجرفته وغطرسته بمواصلة احتلال جزرنا الإماراتية، الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى ، والمضي في تدخلاتهم ونشر الفتن، واستهداف الأمن والاستقرار في بلداننا وتسهيل تهريب المخدرات بهدف إغراق المجتمعات الخليجية بالسموم لتقويض السلم الاجتماعي فيها باستهداف شبابها.

التدخلات الإيرانية وممارسات نظام طهران غير المسؤولة تتطلب موقفاً عربياً ودولياً حازماً وحاسماً يعيدهم إلى جادة الصواب، لأن الكيل طفح من سياسة حافة الهاوية ومغامراتهم البائسة.

المصدر: الإتحاد