مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

دراما “الترك” تسقط جعجعة ساستهم

آراء

لم تُجدِ كل خطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وتهديداته للنظام السوري في تقريب الترك من العرب مثلما أفادت المسلسلات التركية المدبلجة، فالخطب والتهديدات كانت جعجعة من غير طحين بحسب رأي الغالبية ممن يحللون أو يعلقون، أما المسلسلات فقد جعلت كثيرا من العرب يحفظون أشكال وأسماء الممثلين الأتراك، وصاروا يرتحلون إلى بلادهم ليزوروا قصر “يلدز” وغيره من مواقع صورت فيها المسلسلات.
ويقال أيضا إن تلفزيون دبي في مأزق مع المعلنين الذين يتهافتون بصورة غير مسبوقة على حجز أوقات دعائية خلال فترة عرض المسلسل التركي “حريم السلطان” لأنه الأعلى مشاهدة من قبل الجمهور كما يبدو خلال الفترة الحالية، ما جعله الأكثر جلبا للإعلان، وبحسب أحد مسؤولي تلفزيون دبي تعدى مجموع مبالغ الإعلانات في الحلقات المعروضة لليوم ما حققته دورات برامجية كاملة في كثير من تلفزيونات الوطن العربي.
ولأن أصغر تفاصيل الفنانين الأتراك يعد خبرا تتناقله المواقع، يحكي أن سائحة عربية – على ذمة موقع إم بي سي نقلا عن صحيفة “ملييت” التركية – أخذت صورا مع الممثل التركي خالد أرجينج الذي يقوم بدور السلطان سليمان القانوني في مسلسل “حريم السلطان”، وأصرت السائحة على دفع فاتورة “عائلة النجم” في المطعم حيث رأته، ما أغضب زوجته الفنانة التركية برجوزار كوريل التي تقوم بدور “سيرين” في مسلسل أغنية الحب.
وسط عمليات الدبلجة يظهر اسم التشكيلي والكاتب عبدالقادر عبداللي كواحد من أهم الأسماء التي تساهم عبر الترجمة في نقل الدراما التركية إلى العالم العربي، وعبدالقادر الذي عمل قبل أن يدخل عالم “الدبلجة” على نقل أهم الأعمال الإبداعية التركية إلى اللغة العربية، غير أن جهوده في نقل روائع عزيز نيسين ويشار كمال وأورهان باموك وغيرهم… ظلت محصورة في النخب، أما “الدبلجة” فاخترقت كل البيوت التي يعرف معظم أفرادها أسماء مثل يحيى ومهند ونور ولميس وما إلى ذلك من أسماء “فنية” مختلفة عن الأسماء الأصلية للممثلين.
أخيرا، عنتريات ساسة الترك خلال “الربيع العربي” طلعت “اخرطي”، وإبداعات كتابهم لم تجد قبولا سوى لدى النخب.. وحدها مسلسلاتهم المتخمة بالحسان وقصص الحب وجدت رواجا لدى مختلف الشرائح، وربما يحتاج “الربيع” رومانسية حتى وإن كانت “مدبلجة”.

نشرت هذه المادة بموقع الوطن أون لاين بتاريخ (26 فبراير 2012)