سكينة المشيخص
سكينة المشيخص
كاتبة وإعلامية

رافعة الحرم لا تصلح لمزايدات المتربصين

آراء

حادثة سقوط رافعة الحرم المكي الشريف لا يمكن أن تخرج عن السياق العرضي الذي يأتي بحسب مقتضيات القضاء والقدر، وإذا هي سقطت فقد ارتفعت أرواح الشهداء في أطيب المقامات وأطهر البلدان ولهم أجرهم وحظهم مما نالهم من الشهادة في مثل هذه الأوقات الطيبة التي تخفق فيها القلوب ويصفو الوجدان وتسمو الأرواح.

الخروج بالحادثة عن أي اتجاهات واقعية حول ما جرى بعيدا عن هذا الإطار يكشف عن سوء نيات تجاه المملكة وقيادتها وإدارتها لملفات المسلمين الذين يجدون كامل الخدمات والرعاية والإشراف الميداني، بدءا من تسهيل التأشيرات وحتى وصولهم وأداء مناسكهم ومغادرتهم، وذلك شرف يضطلع به كل السعوديين بدءا من خادم الحرمين الشريفين وحتى آخر مواطن، ويعلم ضيوف الرحمن أنهم يجدون كل الترحاب والعمل المخلص لراحتهم وتيسير أداء مناسكهم في أجواء روحانية يحرص عليها كل سعودي يحظى بشرف الخدمة.

ما حدث من سقوط الرافعة جاء في سياق طبيعي خلال تساقط أمطار وعواصف، وذلك قضاء الله وقدره، ولا أحد أو جهة تخسر من ذلك، فالمتوفون شهداء والجرحى مأجورون بإذن الله، ولجهاتنا الرسمية الوصول الى أعلى معايير السلامة في الإنشاءات التي تستهدف التوسعة ومزيداً من التيسير والفسحة لضيوف الحرم، وقد أكدت المتابعة الميدانية لخادم الحرمين الشريفين أن دولتنا لا تتوانى عن شرف الخدمة ومعنية تماما بكل ما يتم من إجراءات في المناسك، وذلك كفيل بتوضيح الصورة الكلّية للدور العظيم للمملكة في رعاية الحرمين الشريفين.

وليس هناك من مسوغ مطلقا للمزايدة على دور المملكة ووضعها محل الشبهة في التقصير عن أداء واجباتها استغلالا لحادث عرضي تم توفير كل الظروف المتاحة التي تتعلق بجودة وسائل السلامة، وما يفوق ذلك يصبح تدبيرا لا حول لنا فيه ولا قوة، ولكن المتربصين يبدون أكثر جاهزية واستعدادا لنهش المملكة حتى في ظروف طبيعية ومنطقية، فيما الأمة الإسلامية كلها تعلم أن دور المملكة فيما يتعلق بخدمة الحجاج والمعتمرين طوال العام لا يمكن الانتقاص منه، بل هو محل التقدير والإكبار والاحترام، وليست من دولة اكتسبت خبرة في أعمال التوسعة التي تظل الأكبر على مستوى العالم في الإنشاءات وإدارة الحشود البشرية وهو أمر تفوقت فيه المملكة بتوفيق الله مما يسد الباب أمام أيّ تخرصات وذرائع غير منطقية تستهدفها، وتسعى لإثارة شبهات حول أدوارها وجهودها التي لا ينكرها إلا من في عينيه رمد تنكر معه ضوء الشمس.

المصدر: صحيفة اليوم السعودية