رانيا لاينج: البرمجة اللغوية العصبية سر صناعة القائد

مقابلات

حوار: رنا إبراهيم

تعتبر البرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة من النماذج والمبادئ المستخدمه لوصف العلاقة بين العقل واللغة (اللفظية وغير اللفظية)، والإدراك. إذا إنها تقوم على فكرة أنه مع الحواس المادية نحن قادرون على إدراك جزء صغير من العالم فقط، يتم فيه تصفية نظرتنا للعالم من خلال تجاربنا، والمعتقدات والقيم والافتراضات. فكيف نستطيع خلق قادة ورجال الأعمال مبدعين بالاستناد إلى البرمجة اللغوية العصبية؟
حاور “هات بوست” رانيا لاينج، معالجة التنويم المغناطيسي، وخبيرة البرمجة اللغوية العصبية والمدرّبة المعتمدة في البرمجة اللغوية العصبية في شركة Change Associates، حول دور البرمجة اللغوية العصبية في تغيير الطرق التي نفكر ونتعلم ونتواصل بها، ودورها في تدريب وتطوير شخصية وتفكير القادة؟

س: كيف نستطيع استخدام البرمجة اللغوية العصبية في تدريب وتطوير القادة؟
تعتبر البرمجة اللغوية العصبية إحدى أفضل تقنيات وتطبيقات المعرفة المتاحة حول مهارات وسلوكيات الأفراد، إن البرمجة اللغوية العصبية هي مجموع المهارات والتقنيات المكتسبة من خلال نمذجة السلوكيات الفعالة التي غالباً ما تكون مطلوبة عند إقناع الناس بالتفاعل والمشاركة برسالتك. ‘العصبية’ تعني كيف نستخدم عقولنا، “اللغوية” تعني اللغة اللفظية (اللغة الملفوظة) وغير اللفظية (غير الملفوظة) التي نستخدمها، و”البرمجة” تعني برمجة أنماط التفكير والسلوك لدينا. يمكن لتقنيات البرمجة اللغوية العصبية أن تساعدك على:
• تطوير مهارات الاتصال لديك
• تحديد أهداف مقنعة
• اكتساب زيادة الوعي الذاتي والوعي لدى الآخرين
• اكتساب زيادة القدرة على التأثير وتحفيز الآخرين؛
• إدارة أدائك وأداء الآخرين بشكل أفضل

خبيرة فرنسية: إفريقيا أصبحت مختبراً للجيش الأميركي

في مجال الإدارة والقيادة تعتبر البرمجة اللغوية العصبية مهارة قيّمة ومذهلة لتوسيع وضبط وصقل قدرتك على الاتصال مع الآخرين، والتدريب، والتحفيز والإدارة، إن إدراج البرمجة اللغوية العصبية في حياتك تمكنك من تطوير المهارات، والمواقف السلوكية، والمرونة السلوكية مما يساعدك على تحسين أدائك في كيفية المسايره في العمل، وفي تحمل مسؤوليات متعددة الوظائف، وفي العلاقات المعقدة، وفي التعامل مع الموظفين المضغوطين والمتوترين، وفي العمل الجماعي المباشر وغير المباشر، من خلال بناء فهم أفضل لأسس ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية، يمكننا أن نبدأ في التأثير بالشركات والمنظمات الخاصة بنا وقيادتها قيادة حكيمة.
وبالتالي يمكننا أن نفهم لماذا قد واجهنا صعوبة في التأثير والانخراط في مجالات مثل التسويق، والموارد البشرية، والشؤون المالية، وأن نبدأ في فهم وجهة نظرهم بطريقة أفضل. إن التغيير في العقلية والتفكير والفهم مطلوب وضروري، فلنبدأ بالعمل على هذا التغيير الآن وسوف نرى ونلمس النتائج. مثلا لدينا جميعاً رأينا الخاص أو نظرتنا الخاصة في العالم. وهذا بأمر مهم عند العمل والتعامل مع الآخرين ونحن بحاجة إلى أن ندرك أن الآخرين لا يفكرون بالضرورة في نفس الطريقة التي نفكر بها. من المهم أن نفهم كيف وبماذا الناس يفكرون بدلا من أن نفترض مجرد إفتراض ما يفكرون فيه عندما نقوم بالترويج لأفكار معينة، وبالتالي فنحن بحاجة لأن نضمن بأنهم يرون الأمور بنفس الطريقة كما نفعل.
فعندما ندرك ونعي أن لدينا جميعا وجهة نظر مختلفة عن العالم، فمن المهم التأكد من أن يتم تفسير وترجمة رسالتنا بالطريقة الصحيحة. نحن لا نستطيع أن نفترض بأن الناس سوف ينظرون إلى الأمور من وجهة نظرنا الخاصة، في الواقع إنه أكثر أمانًا أن نفترض بأنه لن يكون لديهم التفسير ذاته. وإن المحاورين الأكثر فعالية لديهم قدرة دقيقة للغاية على الإدراك والفهم وقدرة على فهم وتفسير وجهات النظر. إنّ قناعتنا الداخلية الخاصة بنا هي غالبًا ما تكون الشيء الذي يجرنا إلى الوراء ويمنعنا من التقدم. أن تقول “لا أستطيع” يترجم إلى “لا أعتقد أنني أستطيع”.
إستعد تحكمك بعقلك والسيطرة عليه من خلال البرمجة اللغوية العصبية

unnamed

س: حدثينا عن الذكاء العاطفي ودوره في حل المشكلات في الجانب المهني وتطوير الأعمال؟

الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على عواطفك، وفهم ما تقوله هذه العواطف لك، وإدراك كيفية تأثيرعواطفك على الناس من حولك. كما يشمل تصورك ونظرتك للآخرين: عندما تفهم وتدرك كيف يشعرون، فسوف تستطيع إدارة العلاقات بفعالية أكثر. يبدأ الذكاء العاطفي بالوعي الذاتي، والإدارة الذاتية ثم يذهب إلى الوعي الاجتماعي و أخيرًا إلى إدارة العلاقات.
ربما نعرف أشخاصا يتقنون إدارة عواطفهم ومشاعرهم. لا يغضبون في المواقف العصيبة، بل على العكس، لديهم القدرة على النظر في المشكلة وإيجاد الحل بهدوء تام. وهم يتميزون بأنهم أصحاب قرار ممتازين، ويعرفون متى يثقون بحدسهم. وبغض النظرعن قوتهم، ومع ذلك، يرغبون عادة بالنظر الى أنفسهم بصدق. يتقبلون الإنتقاد/النقد بشكل جيد، ويعرفون تمامًا متى يستخدمونه لتحسين أدائهم.
إن هؤلاء الأشخاص لديهم مستوى عال من الذكاء العاطفي. هم يعرفون أنفسهم جيدا، ولديهم القدرة على تلمس الاحتياجات العاطفية لدى الآخرين والإحساس بها.
يُقال بمعدل ذكائك تحصل على الوظيفة، وأنا أقول بمعدل ذكائك العاطفي تبقى في الوظيفة/ تحافظ على وظيفتك.
ترتبط مؤشرات الذكاء العاطفي الإيجابي بالأداء؛ وقد أظهرت أحدث الدراسات والأبحاث بأنه ليس هناك أي علاقة على الإطلاق بين معدل الذكاء المعرفي (العقلاني) والنجاح في الوظيفة/العمل. إن معدل الذكاء العاطفي هو الذي يحدث فرقًا. ووجد دانيال جولمان في تحليله الذي أجراه على 181 وظيفة في 121 منظمة / شركة أنّ الكفاءات العاطفية كانت أفضل معيار للتفرقة بين الموظفين ذوي الأداء المميز والموظفين ذوي الأداء النموذجي/النمطي.

س: هل الذكاء العاطفي مرتبط بالفطرة؟ وما هي أساليب تطوير وتنمية هذا الذكاء؟
نحن نولد بمعدل ذكاء عاطفي عالٍ جداً إلا أنه يتدنى بمرور الزمن. والخبر السار هو أن الذكاء العاطفي يمكن تعلمه واكتسابه وتطويره، كيف؟ من المفيد البدء بتقييم معدل الذكاء العاطفي ومن ثمّ عليك بالتالي:
– لاحظ كيف تتفاعل مع الناس، هل تتسرع في الحكم قبل أن تعرف كل الحقائق؟ هل ترسم صورة نمطية عن الآخر؟ انظر بصدق في كيفية تفكيرك وتفاعلك مع الآخرين.
– تعاطف مع الآخرين: ابحث في بيئة العمل الخاصة بك. هل تسعى الى لفت الإنتباه حول إنجازاتك؟ التواضع يمكن أن يكون صفة رائعة، وهذا لا يعني أنك خجول أو تفتقر إلى الثقة بالنفس.
– ما هي نقاط ضعفك؟ هل أنت على استعداد لقبول أنك لست مثاليا، وأنه يمكنك أن تعمل على بعض المجالات والأمور لتجعل نفسك شخصا أفضل؟ هل لديك الشجاعة للنظر الى نفسك بصراحة – يمكن لهذا أن يغير حياتك.
– اختبر كيف تتفاعل في المواقف العصيبة: تحمل مسؤولية أفعالك، فإذا أذيت مشاعر الآخرين، إعتذر. إختبر كيف ستؤثر أفعالك على الآخرين – قبل القيام بتلك الأفعال، إذا كان قرارك سوف يؤثر على الآخرين، ضع نفسك في مكانهم. كيف سيشعرون إذا قمت بذلك؟ هل تريد أن تعيش هذه التجربة؟ إذا كان يجب عليك اتخاذ هذا الإجراء أو القيام بهذا الفعل، كيف يمكنك مساعدة الآخرين على التعامل مع نتائجه؟