ربع «الروهينجا» إلى بنجلاديش.. ومئات الجرحى من الأطفال

أخبار

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن تقديرات أعداد الروهينجا الذين فروا هرباً من المعارك في ميانمار إلى بنجلادش، قفزت بمقدار 18 ألفاً في يوم واحد، ليصبح الإجمالي 164 ألفاً، معربة عن قلقها من حدوث أزمة إنسانية، فيما قال مسؤولو مستشفى كلية طب تشيتاجونج جنوب شرقي بنجلادش، إن آلاف الجرحى الروهينجيين لديه مصابون بطلقات نارية، أو في انفجارات قنابل وثلثهم أطفال أو في سن المراهقة.

وهذه الأرقام الأخيرة تشير إلى أن أكثر من ربع عدد الروهينجا المسلمين في ميانمار البالغ مليون نسمة، خرج من البلاد منذ اندلاع القتال في ولاية راخين في أكتوبر/‏تشرين الأول 2016، ما أغرق بنجلادش المجاورة في أزمة إنسانية كبرى، والروهينجا المسلمون البالغ عددهم حوالي مليون نسمة، محرومون من الجنسية في ميانمار، ويواجهون قيوداً مشددة في هذا البلد ذي الغالبية البوذية، الذي أصبح في مواجهة انتقادات متزايدة بسبب معاملته لهذه الأقلية.

وصرّحت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيفيان تان: «وصل العدد إلى 164 ألفاً منذ 25 أغسطس/‏آب، حتى الآن».

وأعلن جيش ميانمار أمس الخميس، عن أن حصيلة القتلى في العملية وصلت إلى أكثر من 430 شخصاً، معظمهم من الروهينجا، لكن دولاً مسلمة عدة نددت بما اعتبرته استهدافاً للمسلمين الروهينجا وطالبت بحمايتهم. وترجح جمعيات حقوقية أن تكون حصيلة القتلى الفعلية أعلى بكثير،. ونقلت منظمة «فورتيفاي رايتس»، التي تركز على قضايا الروهينجا عن شهود أن معظم القتلى مدنيون وأطفال.

ويصل اللاجئون إلى مخيمات مكتظة في بنجلادش تعاني نقصاً في المواد الغذائية، وفي الوقت ذاته يثير وضعهم الصحي القلق، لا سيما أنهم يفرون في منتصف موسم الأمطار، كما يصل بعضهم مصاباً جراء انفجارات ألغام في ميانمار.

ولم يعد بإمكان المنظمات الدولية غير الحكومية، وبرنامج الأغذية العالمي، توزيع المواد الغذائية في ميانمار، فيما يعاني أكثر من 80 ألف طفل سوء التغذية، ويعيش 120 ألفاً من الروهينجا في مخيمات في مدينة سيتوي، منذ أعمال العنف الدينية عام 2012.

وعلى الساحة الدولية تواجه أونج سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، والرئيسة الفعلية للحكومة البورمية، انتقادات لاذعة بسبب صمتها إزاء مصير أقلية الروهينجا. ووقّع مئات آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم عريضة تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من سو تشي، وهو ما اعتبرته لجنة نوبل النروجية مستحيلاً.

وصباح الخميس حصدت عريضة إلكترونية تحت عنوان: «اسحبوا جائزة نوبل للسلام من أونج سان سو تشي»، أكثر من 364 ألف توقيع. واعتبر مطلقها الإندونيسي أنه «حتى الآن لم تقم أونج سان سو تشي التي تتولى السلطة بحكم الأمر الواقع في ميانمار، بأي شيء لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية في بلادها»، وفي أوسلو أوضحت لجنة نوبل النروجية، أنه من المستحيل بحسب ميثاقها سحب جائزة من شخصية ما.

ومن جهتها قالت أونج سان سو كي زعيمة ميانمار أمس الخميس، إن حكومتها تبذل أقصى ما في وسعها لحماية الجميع في ولاية راخين، ولم تشر للنزوح الجماعي لأقلية الروهينجا المسلمة. وقالت سو كي لتلفزيون اشيان نيوز إنترناشيونال، الشريك الهندي: «يتعين أن نرعى مواطنينا. يتعين أن نرعى كل من يقيم في بلادنا سواء كان مواطناً أم لا.»

وزار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، معسكرات الروهينجا المكتظة باللاجئين في بنجلادش أمس الخميس. وكانت أمينة أردوغان، قرينة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برفقة وزير الخارجية خلال زيارته للمعسكرات في منطقة كوكس بازار، بالقرب من الحدود مع ميانمار، وكذلك وزير الخارجية البنغالي أبو الحسن محمود علي، و قالت وزارة الخارجية البنغالية، إن تركيا وعدت بتقديم مساعدات للاجئين الروهينجا.

وذكر لاجئو الروهينجا الذين وصلوا لبنجلادش مؤخراً، أن قوات الأمن في ميانمار قتلت أقراناً لهم من طائفة الروهينجا المسلمة وحرقت منازلهم، في حين أن أغلب الروهينجا الذين يعالجون في مستشفى كلية طب تشيتاجونج جنوب شرقي بنجلادش مصابون بطلقات نارية أو في انفجارات قنابل، وثلثهم أطفال أو في سن المراهقة. وقال جيش ميانمار، إن حملته تستهدف المتمردين.

وقال أجوي كومار دي، المسؤول عن المستشفى إنه لم ير جروحاً مشابهة خلال موجات نزوح سابقة للروهينجا من ميانمار. وقال إن الأعداد الكبيرة من الشبان وصغار السن، تؤكد صعوبة الوضع في ولاية راخين.

وقال إتش تي إمام، المستشار السياسي لرئيسة وزراء بنجلادش، الشيخة حسينة: «جاء كثيرون مصابون بطلقات نارية في ظهورهم، وهذا أكثر ما يستحق اللوم. إنها بوضوح وبساطة مهمة قتل». (وكالات)

المصدر: الخليج