رحيل الساخر مصطفى حسين أحد أبرز رسامي الكاريكاتير في مصر

منوعات

مصطفى حسين

غيب الموت أمس (السبت) رسام الكاريكاتير المصري مصطفى حسين عن عمر يناهز 79 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. وأطل الساخر الكبير على مشهد موته منتصف الشهر الماضي مع انتشار شائعة وفاته، ليترك ملايين المصريين الذين تابعوا أعماله في صحيفة «الأخبار» بين الأمل واليأس، في مفارقة لم تكن من أفكاره هذه المرة.

رحل حسين بعد أن وثقت أعماله على طريقتها جانبا من تاريخ بلاده، وشيع جثمان الفقيد ظهر أمس من مسجد السيدة نفيسة جنوب العاصمة المصرية (القاهرة)، ودفن الراحل الكبير في مقابر الأسرة بمنطقة المجاورين بحي السيدة نفيسة. وتقدم المشيعين أسرة الفقيد ووزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد وعدد كبير من صحافيي «الأخبار».

ونعت نقابة الصحافيين رسام الكاريكاتير الكبير. وقال كارم محمود، السكرتير العام للنقابة، إن مصطفى حسين كان علامة من علامات الصحافة المصرية في مجال الكاريكاتير، مضيفا أنه استطاع حفر اسمه بارزا في تاريخ الكاريكاتير بمصر منذ وقت مبكر بين العمالقة.

كما نعت نقابة الفنانين التشكيليين حسين، وقال الدكتور حمدي أبو المعاطي رئيس نقابة التشكيليين، إن مصر فقدت قامة فنية كبيرة برحيل مصطفى حسين لن تعوض، مشيرا إلى أنه تميز برسومات كانت تخاطب الأعمار والأفكار كافة، فضلا عن أنه تناول بأعماله القضايا المجتمعية والاقتصادية والسياسية.

وشكل حسين، مع الكاتب الصحافي أحمد رجب ثنائيا بارزا في مؤسسة «أخبار اليوم»، ولمع نجمه بهذا الارتباط، حيث رسم حسين بريشته أفكار رجب وقدما معا شخصيات كاريكاتيرية نالت اهتمام القراء، كان أكثرها شهرة شخصيات «كمبورة، فلاح كفر الهناودة، عزيز بيه الأليط، قاسم السماوي»، وتحولت لاحقا لأعمال تلفزيونية.

وافترق الثنائي حسين ورجب، في عام 2005 إثر خلاف بينهما، لتحمل رسومه الكاريكاتيرية منذ ذلك الحين توقيع «فكرة ورسم مصطفى حسين». وعاد الراحل الكبير منذ أيام من مستشفى «سوس كلوريتا» بالولايات المتحدة الأميركية بعد أن أجرى جراحة دقيقة لإزالة ورم سرطاني بالولايات المتحدة الأميركية وخضع للعلاج الكيميائي، إلا أن المنية وافته فجر أمس.

واعتمد حسين على طرح أفكاره بشكل مباشر دون تعقيد، ولامس من خلال ريشته آلام المصريين بشكل ساخر عبر شخصيات تجسدت وباتت من نجوم القاهرة، ومنها شخصية «كمبورة في البرلمان»، وشخصية «فلاح كفر الهنادوة» التي نقلت بحساسية وخفة ظل آراء المواطن البسيط إلى كبار مسؤولي الدولة.

ولد حسين، الذي يعد إحدى أهم القامات المصرية في مجال الكاريكاتير، في 7 مارس (آذار) عام 1935. والتحق بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير بجامعة القاهرة عام 1953 وتخرج فيها عام 1959.

وبدأ حسين حياته الصحافية في «دار الهلال» 1952 وشارك في تصميم غلاف مجلة «الاثنين»، وفي عام 1956 عمل رساما للكاريكاتير بصحيفة «المسا»ء، وظل بها حتى عام 1963، ثم انتقل للعمل في صحيفة «أخبار اليوم» ومجلة «آخر ساعة»، ومنذ عام 1974 وهو مستمر في العمل بصحيفة «الأخبار».

وحصل حسين على جائزة الدولة التقديرية في عهود ثلاثة من الرؤساء المصريين، هم الراحل أنور السادات، والرئيس الأسبق حسني مبارك، والرئيس الأسبق محمد مرسي، كما حصل على ‏جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للثقافة، وحصل على الجائزة الفضية في مهرجان «إكشهير» بتركيا، عام 1974، كما حصل على عدة جوائز وشهادات تقدير أخرى.

وأثار حسين جدلا واسعا في أعقاب قيام ثورة 25 يناير واتهم بمسايرة الأنظمة المتعاقبة، وهاجمه جيل الشباب بضراوة خلال السنوات الأخيرة، كما تسببت تعليقات ساخرة حول شائعة وفاته، منتصف الشهر الماضي، في غضب في الأوساط الصحافية وبين جمهوره.

المصدر: القاهرة: «الشرق الأوسط»