سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!

آراء

درس جديد قدمته الإمارات، أمس، إلى كل المشككين من الداخل والخارج في سلامة نهجها الذي تسير عليه، واحترامها الإنسان وحقوقه، والتزامها بالقوانين والإجراءات القضائية المطبقة، ومع ذلك فهي لم تفعل ذلك من أجل إرضاء أحد، ولا خوفاً من أحد، فالإمارات لم تفعل إلا ما أقره قانونها ومبادئها ودستورها.

تحدثوا عن منع من دخول المحاكمة، وتحدثوا عن منع تواصل المتهمين مع محاميهم، وتمادوا في تشويه صورة الدولة، وتحويلها إلى دولة قمعية، وانكشفت أكاذيبهم مع بدء أول جلسة لمحاكمة أعضاء ما يسمى «تنظيم الإخوان» في الإمارات، فلم يمنع أحد من الدخول، طالما التزم تعليمات الدخول، وعقدت الجلسة بحضور أهالي المتهمين، ومحاميهم، وممثلين عن جمعيات النفع العام، والإعلام كان حاضراً يتابع ساعات الجلسة الطويلة ساعة بساعة، ولم يمنع أحد من الكلام، ولم يمنع محامو المتهمين من الترافع، والتقدم بطلبات المتهمين للقضاء!

الحرية كانت مكفولة للجميع، في جلسة أمس، ومنح القاضي جميع المتهمين الحاضرين فرصة الكلام، كما منح محاميهم أيضاً فرصاً كاملة، تعامل مع الجميع بأريحية وسعة صدر، شهد بها كل الحاضرين، الذين غصّت بهم القاعة الضخمة، وأثبت للجميع نزاهة واستقلال وقوة المؤسسة القضائية الإماراتية.

استمع بعناية فائقة للجميع، وكان دقيقاً في الإجراءات المتخذة كافة، التي توافقت وتماشت مع جميع الإجراءات القانونية، وأصول المحاكمات المعمول بها في الدولة، ولم يسجل خلال الجلسة أي خطأ إجرائي يذكر، لم يفعل القاضي ذلك تكلفاً، بل مارس دوره اليومي المعتاد في إرساء العدالة وتطبيق القوانين.

ومع ذلك كله، لن تسلم الدولة من تقارير مسمومة، وهجوم أصحاب الأجندات الإقليميين والدوليين، لأن هؤلاء لا يبحثون عن المعلومة الصحيحة، بقدر ما يلهثون وراء التشويه والتشكيك والمبالغة، يهدفون إلى الضغط على الدولة، ويبحثون عن الأوراق التي تساعدهم على ذلك، والساذج فقط هو من يعتقد أنهم يبحثون عن حقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، لأن ذلك لو كان صحيحاً، وكان هذا هو مقصدهم الحقيقي، فالإمارات ليست هي الوجهة الصحيحة لهم!

بدأت المحاكمات أمس وسط ارتياح شعبي واسع، وردود الأفعال حول الجلسة الأولى كانت إيجابية للغاية، والأمر برمته الآن في ساحة القضاء، والمؤسسة القضائية أثبتت أمس كفاءتها وقدرتها الفائقة في التعامل مع القضايا الحساسة والصعبة كافة، فهل لنا الآن أن نترك الكلمة للقضاء، وهل سيدرك أصحاب التوجهات والأجندات أن تشكيكهم لم يعد مقبولاً، فنحن على ثقة تامة بأن هؤلاء الـ‬94 متهماً سيلقون محاكمة عادلة وشفافة، فمن أذنب منهم فعليه تحمل نتيجة ذنبه، ومن لم يذنب سيرجع إلى أهله ومجتمعه، وهذا لن يتم بناء على عواطف وانطباعات، بل بناء على أدلة وبراهين.. رفعت الأقلام وجفت الصحف!

المصدر: الإمارات اليوم