سارق الوقت

آراء

بعض الصداقات تسرق وقتك وبعضها يمنحك الوقت. ولهذا فقد تعلمت من صديقي محمد خميس أن الوقت الذي نقضيه في القراءة والكتابة هو فعلاً استثمار في المستقبل. امض وقتك فيما يضفي لك، لتجربتك، لإنجازك. محمد خميس كتب أكثر من رواية وفي انتظار صدور بعضها من دور نشر غربية. سألته قبل أيام: كيف تجد الوقت للكتابة و أنت موظف و رب عائلة؟ قال لي وكأنه يحتفي بالسؤال: أنا أسرق الوقت! يشرح: ثمة شيئان في حياتي لا يقلان أهمية عن عائلتي ووظيفتي: الرياضة والكتابة. بين الوظيفة والعائلة يسرق محمد وقته للرياضة والكتابة. تلك هي السرقة الحميدة التي يمارسها محمد خميس كل يوم. فقليلاً ما رأيته في دبي يمشي من دون حقيبته التي يخفي فيها كتاباً و كمبيوتر و نسخا من أعمال لم تكتمل. و نادراً ما قابلته من دون أن أراه يقرأ كتاباً أو يكتب رواية! إن الوقت يسرقنا إن لم نسرقه ويستهلكنا إن لم نستهلكه. ما أكثر الأعذار التي بها نبرر كسلنا وهروبنا من مسؤولياتنا أو تلك التي بها نعزي أنفسنا على إخفاقاتنا وفشلنا.
العمر مخزون ينقص بالدقيقة الواحدة . استثمره قبل أن يستنزفك. خذ منه بقدر ما يأخذ منك. وأسوأ الأوقات هدراً هي تلك التي نضيعها في حيرتنا تجاه ما نريد أن نفعل. لا تقل إنك محتار لا تعرف ما ذا تفعل. فقط انهض.. تحرك.. وستعرف ماذا تريد أن تفعل. لا تقل إنك لا تجد الوقت لرياضة أو هواية فكل الوقت – متى ما أردت – بين يديك. وإن لم تجده فدونك تجربة صديقي محمد خميس وقد أجاد سرقة الوقت حتى أسميته، احتفاءً بتجربته مع الوقت، سارق الوقت!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٩) صفحة (٣٥) بتاريخ (٢١-٠٢-٢٠١٢)