سعوديّة تنافس الذكور في تغطية «عاصفة الحزم»

منوعات

يبدو أن التغطية الإعلامية لأحداث الحروب والمواقع المضطربة، لم تعد حكراً على الذكور وحدهم في السعودية، وإنما بدأت الإناث تظهرن في ساحة التنافس لتمثيل مؤسساتهن، تماماً كما تتواجد المذيعة السعودية في قناة «أم بي سي» جيهان الحداوي، على الحدود السعودية – اليمنية لتغطية عمليات «عاصفة الحزم»، التي تقودها السعودية بمشاركة عدد من الدول، لمساعدة الشعب اليمني والقضاء على الميليشيات الحوثية.

الحداوي التي عُرفت كمذيعة في نشرة التاسعة اليومية على قناة «أم بي سي»، تتخلّى هذه الفترة عن الاستوديو لتنضمّ إلى فريق إعلامي لتغطية العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف على مواقع الحوثيين.

وتؤكد الحداوي في حديثها إلى «الحياة»، أنها على استعداد تام لهذه الخطوة المختلفة عن كل تجاربها السابقة في حقل الإعلام، إذ توضح أنها تشعر بمقدارٍ عالٍ من الحماسة والرغبة الجادة في تقديم عمل إعلامي ميداني مختلف ومميّز، يحوز رضا الجمهور المتلقّي وكذلك مؤسستها التي أوفدتها، إضافة إلى رغبتها في تحقيق الرضا الذاتي والنجاح على المستوى الشخصي ضمن حملة عسكرية «أعادت الى العرب والمسلمين شيئاً من هيبتهم وقوّتهم».

وتقول الحداوي: «لا شك في أن كل صحافي وإعلامي عموماً يرغب في التواجد في المواقع التي تشهد اضطراباً أمنياً كمواقع الحروب والعمليات العسكرية، يدرك تماماً مدى خطورة الموقف ويعي ما قد يواجهه أثناء تأديته لعمله، لذلك أنا مدركة لهذه الخطوة، وأقدمت عليها برغبة تامة مني من دون أن يساورني أي تخوّف، فالصحافي الميداني يجب أن يكون مستعداً لكل الظروف، وألا يشعر بأي تخوّف تجاهها. ففي حال الخوف من الإقدام على بعض الخطوات، فإن العمل المميّز قد لا يتحقق، والمخاطرة والجرأة مطلوبتان في العمل الإعلامي، ولكن في شكل مدروس ومقنن، فأنا اليوم أمام فرصة ثمينة تعني لي الكثير، وأي صحافي شغوف بمهنته يفترض أنه مهتمّ بالحصول عليها، نظراً الى كونها تساهم في تحقيقه إحدى رغباته المتمثّلة في تحقيق رسالته الإعلامية ومحاولة تقديم عمل احترافي مهني، وآمل أن أحقق النجاح فيها».

وتعتبر الحداوي أن ساحة الحروب والمواقع العسكرية لم تعد اليوم ذكورية فقط، مشيرةً إلى أنه بات من المتاح للإناث أن ينافسن ويحققن التميّز فيها، إذ تشدّد على أن التنافس ليس بالكم، وإنما بالكيف والمضمون. وتضيف: «إذا نظرنا الى مثل هذه الأحداث لوجدنا أنه يغلب عليها الإعلاميون الذكور وهذه حقيقة، لكن ليس بالضرورة أن يتمكّن جميعهم من تقديم عمل إعلامي احترافي، ومن الممكن أن تقدم الإعلاميات المشاركات – وإن كُنّ قلّة – عملاً يفوقهم من حيث جودة التقديم ونوعية المحتوى، فالميدان متاح للجميع بصرف النظر عن جنسهم، ولكل شخص أن يعمل على إثبات إمكاناته وقدراته في تقديم رسالته، وهذا ما أسعى إليه من خلال هذه المهمة».

وعن رؤيتها لأسباب ندرة حضور الإعلاميات السعوديات في تغطية الأحداث العسكرية والحربية، توضح أن ذلك لا يعني أنهن غير قادرات على أداء مثل هذه المهام، منوّهة بأن «هناك الكثير من النماذج التي تتعامل مع الإعلام كمهنة متاعب ذات رسائل سامية وراقية، وليست استعراضاً عبر الشاشات، لكن قد تكون الفرصة لم تتح لهن أو أن مثل هذه الأحداث لا يتوافق مع توجهاتهن المهنية».

يُذكر أن المذيعة السعودية جيهان الحداوي تأتي ضمن قلّة من الإعلاميات السعوديات اللواتي شاركن في تغطية بعض الأحداث الأمنية والحربية، إذ سبقتها في ذلك المذيعة السابقة في قناة «الإخبارية» السعودية ريما الشامخ في تغطية بعض حملات مكافحة الإرهاب، والمذيعة السابقة في التلفزيون السعودي سميرة مدني في تغطية أحداث الحرب على الحوثيين عام 2009.

المصدر: الحياة