سوريا.. آن الأوان

آراء

دلالات كثيرة تشير إليها زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، لعلّ أبرزها: وجود رغبة إماراتية أكيدة في دور عربي بسوريا يساعد على حل الأزمة التي امتدت لعقد من الزمان، وكان لها تداعياتها التي لا تخفى على أحد.

تنطلق هذه الرغبة من إدراك قوي بأبعاد غياب الدور العربي عن سوريا، وآثاره الوخيمة ليست على الشعب السوري الشقيق فقط، بل على المنطقة برمتها، ولا نبالغ إن قلنا: بل وعلى العالم بأسره، في ظل مرحلة دقيقة تتصاعد خلالها وتيرة التحديات والمخاطر.

ويدرك المتابع للسياسة الخارجية الإماراتية إيمانها الراسخ بأهمية الحفاظ على الأمن العربي، الذي تمثل سوريا أحد أهم أركانه، بما تملكه من عوامل تاريخية وسياسية وثقافية، تدعمها أواصر أخوية ظلت حاضرة في الوجدان الشعبي للأمة بأسرها.

كإماراتيين، نرى أن بناء الجسور عبر الحوار والمشاركة البناءة ركائز أساسية لحل أي نزاعات أو صراعات، بينما حماية الأمن القومي العربي وتعظيم التعاون والتنسيق مع الأشقاء دعامة رئيسية في سياساتنا، فيما شعارنا الدائم: لا لاستنزاف جهود ومقدرات الشعوب، نعم للدولة الوطنية، نعم للبناء والتنمية والاستقرار.

ومن هنا، نرى أنه آن الأوان لتبني مقاربة جديدة ورؤية واقعية، تؤصل لخيارات عربية تساهم إيجاباً في إيجاد حلول سلمية تعزز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري، وتتمسك بوحدة ترابه الوطني، وتقطع الطريق أمام تحول بلاده إلى أرض خصبة لنزعات التطرف والإرهاب.. هذه قناعتنا وتلك رؤيتنا التي تنطلق من إحساسنا بالمسؤولية الوطنية والقومية، لأن البعد عن سوريا لا يخدم سوريا ولا العرب وسيزيد الأمور تعقيداً.

نريد سوريا الموحدة الآمنة المستقرة القادرة على تلبية طموحات شعبها في الرخاء والتنمية والتطور.. نريدها بعيداً عن دوامات العنف والتخريب والتدخلات واستنزاف الجهود والمقدرات.. نريدها وقد استعادت بريقها، وتضيف لمحيطها أمناً، ولرصيد أمّتها استقراراً وحضارة.

المصدر: الاتحاد