سوريا الجديدة

آراء

هي مسألة وقت، و قريب جداً، و ينتهي طغيان بشار الأسد وعائلته في سوريا. و طبيعي أن تأخذ سوريا وقتها في لملمة جراحها وإعادة ترتيب أوراقها. لن تكون المرحلة أسهل مما مرّت و تمرّ به ليبيا. لكن السوريين قادرون على إعادة ترتيب الصفوف و الخروج من مأزق المرحلة الانتقالية من أجل بناء جمهورية العدل و المساواة. وهنا أسأل: ما ذا أعددنا – في الخليج – لتلك المرحلة؟ كيف ستدعم دول الخليج السوريين في مرحلتهم الانتقالية؟

التغيير في سوريا قادم لا محالة. بل لقد بدأت أولى مراحله. فهل سنكون فاعلين في دعم السوريين في مرحلتهم الانتقالية بما يحقق آمالهم و يخدم المصالح الإقليمية؟ أُذكِّر دائماً أننا خسرنا العراق حينما أهملناه وتجاهلنا حاجة أهله لنا بعد سقوط صدام حسين. من المهم استراتيجياً أن نكون أصدقاء لكل الأطراف في سوريا الجديدة. و من العقل أن نسهم مع إخوتنا في سوريا في بناء سوريا الجديدة التي لا تغلب مصلحة الأغلبية على حساب الأقلية و لا تدعم طرفاً ضد طرف. فاستقرار سوريا مهم لاستقرار المنطقة كلها. و سوريا حينما تستقر و تخرج من نفق آل الأسد ستكون لاعباً اقتصادياً مؤثّراً على مستوى المنطقة كلها. و الطاقات السورية المبهرة، في التجارة والفنون والفكر، ستضفي كثيراً لحراك المنطقة القادم متى ما خرجت من قمع وكبت نظام الأسد.

إن من الأهمية أن نخطط من اليوم لعلاقات إيجابية مع سوريا القادمة ليس فقط من أجل مساندة السوريين في تجاوز مأساتهم ولكن للاستثمار الإيجابي معهم في بناء سوريا المستقبل. ففوق الواجب الأخلاقي للوقوف مع سوريا في محنتها الراهنة تأتي أيضاً المصلحة الاستراتيجية لسوريا و دول الخليج في بناء علاقات متينة من المصالح و التعاون الإيجابي سياسياً و اقتصادياً.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٠٨-٠٧-٢٠١٢)