سيما المنصوري: الديكور المثالي سر بيت الأحلام

منوعات

أكدت مصممة الديكور سيما المنصوري أن السعادة يمكن توفير أجوائها في المنزل، وأن البحث عن الحياة النابضة بالحب والاستقرار والأمان الأسري يكمن في تفاصيل الديكور الذي يتناغم مع تنسيق الأثاث وتوليفة الألوان التي تجذب النفوس وتحاكي كل الحواس، وتعتبر مبعثاً للهدوء والسكينة، ومصدراً حيوياً للطاقة الإيجابية وملاذاً للدفء والعاطفة.

وأضافت بأن بيت الأحلام الذي يبث السعادة الزوجية والرضا وراحة البال يمكن تحقيقه من خلال توفير بيئة منزلية منظمة وفق تصاميم مدروسة بحسب دراسة انطباعات واهتمامات وهوايات الساكنين من ثم تنفيذ أجواء مريحة تناسب أجواءهم النفسية والعاطفية.

دراسة نفسية

وتقول: الديكور المثالي يرتبط بالحالة النفسية وتقلبات المزاج للأشخاص، وكثيراً ما يدخل الإنسان إلى مكان ما، وتتأثر نفسيته مباشرة بعد ذلك من دون أن يشع سواء إيجاباً أو سلباً. لذلك، فإنني أحاول بداية خلق علاقة وطيدة مع عملائي والتقرب منهم شخصياً حتى يسهل عليّ فهم ما يحبون وترجمته في البيئة التي يعيشون فيها، حيث أقوم بدراسة نفسياتهم قبل تصميم منازلهم من خلال خيارات التصميم وألوان الأثاث وجمال الترتيب والتنسيق لأساعدهم على الوصول إلى قمة الإحساس بالسعادة.

رفاهية

وعن احتياج المنزل الإماراتي إلى تصاميم تسهم في تحويله إلى ملاذ للرفاهية والسعادة تقول: كل منزل يتميز عن غيره بأنه يعكس شخصية الشخص الذي يسكنه، لكن كل منا له أذواق مفضلة من ناحية الألوان وأشكال التصاميم، ويفضل البعض تخصيص أماكن لممارسة هواياتهم ومشاركة ضيوفهم بها. مشيرةً: يحتاج المنزل الإماراتي إلى تطعيم الديكور بلمسات تراثية من الماضي ودمجها بأدوات عصرية لتضيء بالفرح، وملأ الزوايا بالزينة لتبدو أكثر توهجاً وإحياء التفاصيل في المكان الخاص باللمة العائلية لينتج البهجة يومياً، كما أركز دائماً أن أضع زاوية معينة في المنزل مخصصة لبراويز صور وذكريات سعيدة تؤثر إيجابياً في الحالة النفسية عند رؤيتها.

ألوان وأمزجة

تعرض سيما ألبومات تصاميم على الأشخاص لتفهم ميولهم وألوانهم المفضلة وتصورهم عن السعادة في بيت الأحلام، لمحاولة تنفيذه لكي تتجنب ألواناً بعينها أو ديكورات لا تتناغم مع أذواق ومزاج الساكنين، مما قد يسبب مشكلات عائلية وتبعث النفور من المنزل أو تولد نوعاً من الضغوط غير المحسوسة، وتزعج الأشخاص دون أن يشعروا بذلك، لافتة أن عدم ترتيب الأثاث في مكانه المناسب، وعدم التنسيق في خلطة الألوان أو الانتباه إلى توزيع الإضاءة قد يؤدي إلى الكآبة والتعاسة، فمثلاً الإضاءة غير المنسقة بطريقة تؤدي إلى الظلام في بعض المناطق ثم يبهرك الضوء في مناطق أخرى يزعج العين ويوتر الأعصاب ويعكر صفو المزاج. وعدم وجود إضاءة طبيعية يؤثر كثيراً على نفسية الإنسان سلبياً.

بيت الأحلام

وتحرص أن يكون منزل الأحلام منعزلاً تماماً عن الضوضاء والتلوث الخارجي مع مراعاة وجود تهوية صحية في المنزل، وذلك باستخدام مواد عازلة في البنيان والديكور، وتضيف: يجب على التصميم الداخلي أن يغطي جو المكان وترتيب الأشياء في مكانها الصحيح بشكل مريح دون تزاحم، ويجب الأخذ بعين الاعتبار تأثير الألوان على نفسية كل شخص على حدة من أفراد الأسرة.

ديكور العالم

وعن مدى تأثير البيئة التي تعيش فيها على أداء تصاميمها واختلاف الديكور من بيئة إلى أخرى بحسب الثقافات والتقاليد تقول: تأثرت بديكورات مختلفة استلهمتها من خلال رحلاتي السياحية والاستكشافية في عشرات البلدان في 4 قارات حول العالم، هي: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وأميركا، فهذا جعلني مطلعة على بيئات متنوعة وحضارات وثقافات عديدة بتراثها ومقتنياتها وأثاثها وأحيائها ومنازلها، مفيدة أن شعب الإمارات يعشق ثقافات كثيرة وديكورات مختلفة كالفرنسية والإنجليزية والمغربية والفارسية يتقبلها ويحرص على تطبيقها على أجواء منزله مع المحافظة على جو عاداته وتقاليده، فمثلاً حرصه على فصل غرف وأماكن الضيوف للرجال عن النساء.

طاقة وزينة

وبالحديث عن تأثيرات الألوان وعناصر الزينة في رسم مزاج سعيد وراحة نفسية وكيف يتم توزيعها وصياغتها توضح: أكرس فني في التصميم على مبدأ أن كل منزل يمثل طاقة إيجابية لساكنيه، وأعمل على ترتيب عناصر تلك الطاقة بما ينعكس على جميع أفراد الأسرة، كما أنني أستعين بعلم الفنغ شوي «fung shui»، وهو علم تقليدي صيني مرتبط بكيفية خلق توازن وطاقة إيجابية في المنزل.

خلطة سحرية

وتذكر أن لديها خلطة سحرية في رسم ديكور يبث السعادة والفرح لساكنيه وضيوفه قائلة: البيت السعيد هو الذي يشعر فيه المرء بالراحة النفسية والمتعة وراحة البال، وهو المكان الذي تتجمع فيه الأسرة والأصدقاء، لذلك فإنني أعتني كثيراً في تخصيص هذا المكان الذي يمثل اللمة العائلية، وأركز أن يكون مريحاً عملياً وفخماً ويبعث على البهجة والسرور.

ألوان محايدة

وتعتمد سيما خطاً معيناً وأسلوباً خاصاً بها في التصميم لكن ما يميزها عن غيرها من مصممات الديكور هو أنها تحاول دمج تاريخ الفن بكل ما يحتويه من مقتنيات قديمة وتراثية لها رائحة الماضي وعراقته، مع أدوات الحياة الحديثة بزينتها وموادها المعاصرة بطريقة متناغمة بحيث لا يشعر الساكن بالضجر، وتوضح: لا أركز على موضة معينة في التصميم، لكنني أراعي أن يكون صالحاً لجميع الأزمان.

لمسات بديعة

وتلفت سيما إلى أنها تتجنب دائماً الوقوع في التكرار في تصاميم ديكورات قد تتشابه من منزل لآخر، مؤكدة أن عدم تكرار نفس الديكور يأتي تلقائياً، فكل منزل تقوم بتصميمه يعكس شخصية صاحبه، مما يجعله لوحة فنية مختلفة عن غيرها.

وتستوحي سيما أفكار وألوان ديكوراتها من كل شيء حولها سواء من ديكورات تلقطها من شاشات الدراما أو السينما وبرامج التلفزيون، أو التدقيق في تفاصيل الأمكنة التي قصدتها سواء مطاعم فخمة أو ديكورات فنادق عالمية زارتها، موضحة: أحرص سنوياً على زيارة كبرى المعارض العالمية التي تتعلق بمجال التصميم والديكور، كونها تلهمني الكثير من الإيحاء وتفتح مداركي على أشياء جديدة وأذواق معاصرة ولمسات بديعة».

المصدر: الاتحاد