«شدّوا العزمْ والقايدْ معاكمْ»..

آراء

«يا شباب الوطنْ لبّوا نداكمْ

واحموا الدار ضد الطامعين»

كأنّ منتسبي الدفعة العاشرة للخدمة الوطنية قرأوا هذا المطلع لقصيدة شهيرة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقد انتظموا في طوابير التجنيد، في أكبر برنامج وطني لاستيعاب طاقات الشباب، واستثمارها لمصلحة البلاد وأبنائها وبناتها، فالخدمة العسكرية شرف وزهو، ثم تربية وتثقيف وتأهيل، واستيعاب لمكونات الهوية الوطنية ومرجعياتها الثقافية والاجتماعية.

الصور التي بثتها وسائل الإعلام، أمس، لمنتسبي الدفعة الجديدة، أظهرت ارتفاع المعنويات بالتعبير العسكري، والحماسة العالية لخوض تجربة الصقل والتدريب داخل المعسكرات وثكنات الجنود، بالمعنى الوطني الذي يشكل الدوافع والرغبات، لتكون المهمة على قدر التحدي.

لقد استوعب الشباب الأبعاد والأهداف التنموية للخدمة الوطنية، ولا أدل على ذلك من استمرار الإماراتيات بالتطوع، وإقبال المرشّحين على مراكز التجنيد منذ الدفعة الأولى، وساهمت التعليمات الجديدة في جذب مزيد من الشباب إلى ميادين الشرف والبطولة، ذلك أنّ مدة الخدمة الوطنية باتت 16 شهراً لحملة الشهادة الثانوية، وما فوقها، وثلاث سنوات لمن حصلوا على تعليم يقلّ عن الثانوية، ويسري ذلك اعتباراً من الدفعة العاشرة.

تمديد الخدمة، ينسجم مع أفضل الممارسات في الجيوش العالمية، ويحقق مخرجات هذا المشروع الوطني، فهو ينطوي على مبادرات وبرامج، ويساعد الشباب على اكتساب مهارات وكفاءات تساعدهم بعد انقضاء خدمتهم، فهم سيكونون جنود احتياط للوطن على جاهزية تدريبية عالية، والقطاعات جميعها مفتوحة لمواصلة الاستفادة منهم، بعدما عاشوا تفاصيل الحياة العسكرية في الالتزام والانضباط والجدية.

كذلك، فقد ملأت الخدمة الوطنية فراغاً ظل طويلاً نهباً للأفكار المتطرفة التي هدمت أكثر من مجتمع في الإقليم، فالجنود سيعودون من ثكناتهم إلى بيوتهم، وقد تشكلت شخصياتهم ونضجوا فكرياً وثقافياً، واكتسبوا معارف وقيماً تصبّ في مصلحة الإمارات ووسطيتها واعتدالها ونهضتها، وتستجيب لطموحات قيادتها.

«شدّوا العزمْ والقايدْ معاكمْ

والمعّزة لكمْ يا الرامسينْ»..

المصدر: الاتحاد