«شكراً أبونا سلطان»

آراء

في كل مرة تقبل فيها على الإمارة الباسمة، هناك جديد يحمل بصمات ورؤى وفكر «سلطان الثقافة والقلوب» صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

الأب والقائد الحكيم والحنون واسع الاهتمام ودائم المتابعة لكل شاردة وواردة في كافة أرجاء الإمارة، ولا سيما في المدن والضواحي، لذلك لم يكن غريباً أن يعبّر أبناؤه المواطنون عن شكرهم وامتنانهم لسموه دائماً وفي مختلف المناسبات، مدونين عبارة طبعت في قلوبهم قبل أن يخطوها في لوحات، وعلى الجدران، وعند قمم الجبال التي شقها للتيسير عليهم: «شكراً أبونا سلطان»، تعبر عن بعض من حجم المحبة، وكل معاني الفخر والولاء التي يكنونها لوالدهم، ولكنها مجرد عنوان لمشاعر فياضة وجياشة لرجل هو بمثابة الأب للجميع، وسموه يغمرهم بمكرماته وأياديه البيضاء التي لا يراها كذلك، وإنما واجب الراعي تجاه رعيته، ليس ذلك فحسب، وإنما يطلب من ممثليهم في المجلس الاستشاري للشارقة «حاسبوني قبل أن يحاسبني الله».

لا يكاد يمضي يوم دون مداخلة لسموه عبر برنامج الخط المباشر من إذاعة الشارقة، يستجيب لطلب محتاج ويفك كربة مكروب، ويعتني بوجه خاص بشؤون الأرامل والأيتام والمتعثرين والمرضى وغيرهم، وسموه يشعر براحة ومتعة كبرى للغاية في إدخال الفرحة والمسرة لتلك القلوب المنكسرة، ويدعو كل مسؤول للتأمل في الأثر الذي يتركه إسعاد غيره، وكيف يمكن لتوقيع أن يغير حياة إنسان وينقله من شقاء إلى سعادة بعد تفريج همه.

كان يوم السبت الماضي، الخامس والعشرين من يناير، يوماً مميزاً في تاريخ الإمارة الباسمة، فقد كانت قبل أكثر من أربعة عقود، على موعد مع الرجل الذي قادها بكل حكمة وحدب ورعاية واهتمام لما هي عليه اليوم، لتمضي بثقة واطمئنان للمستقبل، جعل منها عاصمة للثقافة والإبداع وصناعة الرجال وقادة الغد، بما تضم من جامعات وأكاديميات، قبل أن تكون وجهة للاستثمار والسياحة.

وقبل أيام قليلة، اعتمدت الشارقة أضخم ميزانية في تاريخ الإمارة، تقدر بأكثر من 29 مليار درهم. وقبل أيام قليلة أيضاً، كانت أحدث قرارات سموه بزيادة الراتب التقاعدي لمنتسبي شرطة الشارقة على الملاك الاتحادي أسوة بأقرانهم المحليين.

لفتة كريمة في امتداد لمكرمات سموه واهتمامه بفئة المتقاعدين، بعد السنوات الطوال في خدمة الوطن، واستشعار لقيمة العطاء من رجل في مقام الأب الكريم لأبنائه، الحريص دائماً على إسعادهم، حفظ الله أبا محمد وأطال عمره، و«شكراً أبونا سلطان».

المصدر: الاتحاد