شهرزاد الجعفري وأمثالها!

آراء

ما أكبر الشبه بين شهرزاد الجعفري وأبناء المقربين من السلطة في العالم العربي. لا هم يمتلكون تواضع الكبار، أبناء الكبار، ولا هم يحافظون على شيء من “الوقار” في حضرة الكبار! إنهم باختصار صغار أمام الكبار، “طواويس” أمام مواطني بلدانهم من المكافحين والمجتهدين والمغلوبين على أمرهم! مصلحتهم فوق أي اعتبار. وولاءاتهم لمن يحقق لهم مصالحهم. لكن ذلك الولاء زائف، يزول سريعاً بمجرد انتهاء المصالح.

في أمريكا، عرفت طلاباً من تونس كانوا يتباهون بزين العابدين بن علي كما لو كانوا أبناء عمومته. وبمجرد أن سقط، انقلبوا فجأة وصاروا كما الثوار، يحملون صور محمد البوعزيزي ويلعنون أيام بن علي! شهرزاد الجعفري لم تتعلم من تجربة الدراسة والإقامة في أمريكا كيف ولماذا تفوقت أمريكا وتأخرت بلادها. ولم تشرح لبشار، وهي تراسله بانتظام، أن ما يفعله جيشه ضد شعبه سيجرجره إلى نهايته سريعاً.

أعرف هذه النوعية جيداً. فهم ينافسون الأمريكان في الحديث عن آخر الصرعات الثقافية والفنية ويقرأون أحياناً أرقى الإصدارات الأمريكية. يجيدون اللغات الأجنبية وكثيرهم تعلموا -منذ الطفولة- في مدارس أجنبية. يدرسون في أرقى الجامعات الغربية ويجيدون الحديث عن الديمقراطية والحرية ويفهمون في السياسة والاقتصاد والإعلام. ومع ذلك يدافعون عن أنظمة الاستبداد والجهل في بلدانهم بطريقة تكاد بسببها أن تشك أنهم يتحدثون عن سويسرا أو السويد!

ابنة السفير السوري لدى الأمم المتحدة استغلت معرفتها بثقافة أمريكا لنشر أكاذيب بشار الأسد وللتضليل على جرائمه ومجازره. وبدلاً من أن تسأل: لماذا لا تكون بلادي مثل أمريكا أو غيرها من بلاد الديمقراطية، شاركت والدها -وساندته- في نشر أكاذيبه وأكاذيب نظامه الذي يرتكب ما يمكن وصفه بأقذر وأحقر جرائم الحروب.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (١٥-٠٦-٢٠١٢)