«صحي» للجميع

آراء

جهد كبير ودور توعوي رفيع لمركز أبوظبي للصحة العامة، بالتنسيق مع محال ومراكز التجزئة الكبرى في الإمارة، لمساعدة الجمهور على تحديد خياراته الصحية عند التسوق لمشترياته الغذائية، بمتابعة تنفيذ برنامج «صحي» الذي طوره المركز وكان يُعرف سابقاً باسم «وقاية».

جهد يقوم على تعزيز التعاون والشراكة مع تلك الجهات، يتيح «تسهيل عملية التعرف على المنتجات الصحية بوضع شعار «صحي» على الأطعمة ذات النسبة المنخفضة من الدهون والأقل من السكر والملح ومحتوى عالٍ من الألياف مقارنة بالأخرى من النوع نفسه، وتسليط الضوء على الخيارات الغذائية الصحية وجذب انتباه المتسوقين لشعار برنامج «صحي» على المنتجات الصحية»، ما «يساهم بشكل كبير في تنويع الخيارات الصحية المتاحة للشريحة الاستهلاكية في الإمارة ورفع الوعي بأهمية تبني أنماط حياة صحية وتمكين الفرد من اختيار الأفضل وبالتالي تحقيق الهدف الاستراتيجي المرجو من البرنامج، وهو الوقاية الفعالة للحد من الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية والوصول لجودة حياة عالية»، كما أكد المركز الذي وقع اتفاقيات مع منافذ التجزئة لتحقيق الغاية السامية لأمر يمس حياة وصحة وجودة حياة الجميع.

الأطعمة والعادات الغذائية غير الصحية والأنماط والسلوكيات البعيدة عن أسلوب الحياة الصحي، تعد اليوم وراء كل المشاكل والأمراض التي تعاني منها شرائح واسعة في المجتمع، بمنْ فيهم الأطفال الذين تتفشى بينهم البدانة والسمنة المفرطة وتمثل تحدياً كبيراً أمامهم للعيش بصورة طبيعة وحتى أمام أقرانهم في المدرسة. الزائر للمراكز المتخصصة في أمراض الغدد والسكري يرى أطفالاً وشباباً وشابات في عمر الزهور ومقتبل العمر، ممن يعانون البدانة، دون بذل جهد لتصحيح أنماط وأسلوب حياتهم.

نتمنى تضافر جهود مختلف الجهات في الدولة للمساهمة في مثل هذه المبادرات الطيبة، وتشجيع وتحفيز الإقبال على المنتج الصحي عن طريق خفض أثمانه مقابل رفع الضرائب على غير الصحية منها، وتابعنا كيف ألزمت السلطات في بعض الولايات الأميركية والعديد من الدول الأوروبية مطاعم الوجبات السريعة بتوضيح مستوى السعرات الحرارية فيها، بينما تقدم محال التجزئة الكبرى في الكثير من الدول الاسكندنافية الفواكه مجاناً للأطفال لتشجيعهم عليها بدلاً من الحلويات والسكاكر.

عندنا يحصل العكس، تجد المراكز ومحال التجزئة وحتى المخابز ترفع أسعار المأكولات الصحية وتطرح منها كميات محدودة، بينما غير الصحية رائجة، إنه الوعي الذي يجب تضافر الجهود لترويجه وتعزيزه وصولاً للمجتمع الصحي.

المصدر: الاتحاد