صديقي القارئ

آراء

لك عليِّ حق التذكير الدائم بأنني -ككاتب- إنسان مثلك ولم أزعم يوماً أنني غير ذلك. الفارق البسيط هنا أنني ملتزم بكتابة هذه المساحة القصيرة يومياً، أعبر فيها عن رأيي، أتفاعل عبرها مع ما أقرأه وأسمعه في محيطي، أنفعل خلالها أحياناً مع الأخبار المؤلمة والأحداث المحزنة. تذكّر أن الكاتب -أي كاتب- مثلك، يخطئ ويصيب، لكنه في آخر النهار يثير قضايا من أجل النقاش والحوار وربما لفت الانتباه كي يحث المسؤول على إيجاد الحل. وحينما تختلف مع الكاتب في رأي فلا تغضب؛ فإن ما يكتبه ليس سوى وجهة نظر لك كامل الحق أن تقبلها أو لا تقبلها، تتفق مع كاتبها أو تختلف. لا… وأبشرك أن المسافة بين الكاتب والقارئ قد تقلصت. تستطيع أن تعبر عن رأيك فيما يكتبه الكاتب مباشرة وعندك اليوم منابر فسيحة للتعليق والتعبير عن الاختلاف في الرأي. وإني أصدقك القول إنني أعيد النظر الآن في مسألة الكتابة التقليدية للصحافة التقليدية في وقت أتاحت فيه شبكات التواصل كل الخيارات للكتابة والتعليق والاتفاق والاختلاف. وسبق أن كتبتها هنا أن نجوم المرحلة ليسوا أمثالي ممن يكتب الزوايا أو يقدم البرامج التلفزيونية بل هم أولئك الشباب المبدعون عبر تويتر واليوتيوب. إذن لا تحرق أعصابك وترفع ضغطك إن قرأت ما لم يوافق رأيك أو ما قد تراه نقيض فكرك. تذكّر أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. ونحن اليوم، كما تعرف، أمام ساحة ضخمة تتسع لكل الأفكار والآراء ووجهات النظر. لك كامل الحق أن تختلف معي ولي الحق أن أرجوك بمحبة أن تعبر عن اختلافك عبر “أصول” الاختلاف المؤدب. وحينما نفعل ذلك فإننا نسهم سوياً في نشر ثقافة التسامح واحترام الرأي المختلف.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٨) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٠-٠٢-٢٠١٢)