صناعة النشر.. الشارقة نموذجاً

آراء

هي تجارة ولكنها مختلفة، وهي صناعة لكنها متميزة أيضاً، إنها صناعة وتجارة «مغايرة» تخاطب العقل الذي هو مفتاح الأبواب، وصولاً إلى المستقبل، إنها صناعة الكتاب، مخزن المعرفة ووقود الحياة.

مشروع ثقافي تنويري حضاري أصبح حاضراً بقوة في الإمارات، أتقنه الدكتور سلطان منذ عقود، فأطلق في عام 1982 معرض الشارقة للكتاب، الذي يفتتح في الأول من نوفمبر دورته السادسة والثلاثين، إلى أن تربع منذ فترة ليست بالقريبة على عرش معارض الكتب العربية، والثالث على مستوى العالم، فأصبح دولياً، فطاف سلطان العالم بأسره، يقدّم خلاصة فكره وعلمه من ثقافة ومعرفة، بيّـن من خلالهما الإمارات والشارقة إلى الدنيا بالوجه الأجمل، فخاطبهم بالعقل، وقدم نموذجاً حياً للإنسان العربي، صاحب الحضارة الضاربة في جذور التاريخ، فاستحق حب العالم واحترامه.

في كل محفل ثقافي في العالم، يكون صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أول الحاضرين، يطلع ويتابع آخر المستجدات؛ سلطان المؤلف والكاتب والمؤرخ، والحافظ لمخطوطات نادرة، تبرع بمعظمها لدور المعارف ومجامع اللغة.

عزز سلطان مشروعه الثقافي بمدينة الشارقة للنشر، الأولى من نوعها في العالم، والتي أطلقت في العام 2013 ويسطع نورها في الإمارات غداً، وتجمع بين ظهرانيها دور النشر والوكالات الأدبية، وشركات الطباعة والتوزيع، بما يتيح لهم وصولاً أسرع إلى الأسواق والاستفادة من حضورهم في منطقة الشرق الأوسط. مدينة تقدم إعفاءً ضريبياً كاملاً، وتتيح التملك الحر، وتقدم خدمات لوجستية بمواصفات عالمية لم تكن متاحة في السابق للعاملين في هذه المهنة.

مدينة النشر التي ينتظرها الجميع بفرح تنتمي إلى نوع من الاستثمار «المغاير»، إنها استثمار في الإنسان، تنمية مستدامة للوجدان، ارتقاء بالذائقة الجمالية.

عندما نتحدث عن النشر نتحدث عن صناعة عملاقة يصل حجمها عالمياً إلى 200 مليار دولار، وعندما نتحدث عنها عربياً فإن الأرقام تتجاوز المليار دولار، إنه رقم متواضع لكنه واعد إذا ما تهيأت له الظروف، وإذا ما أعدت له البيئة التشريعية والاستثمارية الحاضنة، وهو ما ستوفره لهذه الصناعة، مدينة الشارقة للنشر التي ستكون إضافة جديدة للتنوّع الاستثماري في دولة الإمارات.

أيام الشارقة الاستثمارية المعرفية تنطلق هذا العام مبكراً بتدشين مدينة النشر، لتبدأ بعدها فعاليات المعرض الذي يستقطب هذا العام أكثر من 1500 شركة تعنى بصناعة النشر، معرض يؤمه 1.5 مليون زائر، جانب كبير منهم من خارج الدولة بعد أن أصبح معرضاً دولياً ينتظره الجميع.

هنا.. عاصمة الثقافة العربية 1998، عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، عاصمة السياحة العربية 2015، العاصمة العالمية للكتاب 2019. هنا الشارقة.

المصدر: الخليج