عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

ضياء معلم

آراء

بمناسبة يوم المعلم العالمي الذي صادف الخامس من أكتوبر، نوجه الشكر للمعلمين والمعلمات لدورهم الملحوظ في الميدان التربوي.

لقد تعلمنّا على أيدي الكثير من المعلّمين في المرحلة الدراسية، إلّا أنَّ هناك معلّماً واحداً لم نستطع نسيانه بسبب أسلوبه الناجح والرسائل الإيجابية التي غرسها فينا لتنير طريقنا في الحياة. لذا إذا تكلم أحدهم عن تميز المعلمين، تتذكرهُ مباشرةً لأنه كان مرشداً قبل أن يكون معلماً، كان مخلصاً ومتفانياً في عمله كمعلم تربوي يصحح الاتجاه الخاطئ ويعوض بتفهمه للطلبة، فكان له أبلغ الأثر في تحقيقهم نتائج متميزة في مرحلتهم الدراسية.

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «المعلم الذي نريد هو قائد في غرفة الصف، ومصدر إلهام وتنوير لطلابه. نحن نريد معلماً يتعاطى مع أسمى المهن بالتزام وتفانٍ واقتدار، ونحن نريد تحقيق الرفاه والتقدير للمعلم».

اليوم نعيش أوقات الثورة الصناعية الرابعة، والتي أحدثت العديد من التغييرات في حياتنا، وسيتم تغيير بعض الممارسات في قطاع التعليم أيضاً. فسوف يتولى المعلم الروبوت عملية التدريس ليفسح المجال أمام المعلمين في تطوير وصقل مهارات الطلبة لحل المشكلات والعمل بروح الفريق الواحد، ويمكّنهم من تعلم فن الحوار والتواصل الفعال مع بعضهم البعض، فيصبح دور المعلمين مدربين ومرشدين للطلبة في تلقي المعرفة.

«بالمعلمين نستمد الأفكار وبهم نواجه التحديات».

فالمعلم هو العمود الفقري لأي مدرسة أو مؤسسة تعليمية، لأن له دوراً كبيراً في تنشئة أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة. لذا يتطلب دعمه في مسيرته العمليّة والتي ستمكنه من تطوير الطلبة بشكل أكبر، وذلك من خلال الاجتماع معهم بشكل دوري لتزويدهم بالملاحظات الفعالة حول أدائهم ومساعدتهم في تخطي المعوقات.

بالإضافة إلى إنشاء حلقات نقاشية لإفساح المجال أمام المُعلّمين للتواصل مع زملائهم بهدف تبادل أفضل الممارسات والخبرات وكيفية حلّ بعض المشاكل التي قد يواجهونها مع الطلبة، فيساعد على تطويرهم والتحسين من أدائهم. كما أنه من المهم أن يتم إشراك المعلمين في مُبادرات جديدة توسع من آفاق المعرفة وتعلِمهم بعض التقنيات التي من شأنها مُساعدة الطلاب على الإنجاز والتفوق الدراسي.

ويجب أن تُقابل جهود المعلمين بتقدير الجهود والدعم، بدلاً من المُساءلة المستمرة التي قد تولِد الإحباط وتُقلّل من رغبة المُعلّم في التميز والتطوّر باستخدام الأساليب المبتكرة التي تمكنهم من تطوير مهارات الطلبة.

يتطلب من جميع أفراد المجتمع تقدير دور المعلم، الذي كاد أن يكون رسولاً، فما أشرقت في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء معلم.

المصدر: البيان