«عصر الذكاء الاصطناعي»

آراء

في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي العهد، كنا أمس على موعد مع محاضرة شغل ويشغل موضوعها فكر الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم.

كان عنوان المحاضرة «مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي»، وقدمها الدكتور أندرو مكافي، عالم الأبحاث الرئيسي بكلية سلون للإدارة في معهد ماساتشويتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، وحرص خلالها على تقديم ردود مطمئنة بأن الذكاء الاصطناعي لن ينال من فرص وحق الإنسان في فرصة عمل جدير بها، مشدداً على ضرورة تكامل الإنسان مع الآلة أو الروبوت في تقديم حلول للتحديات التي تواجه الإنسانية في عصرنا الحالي والعقود المقبلة.

كانت لعبة «غو» التي ابتكرها الصينيون قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، مدخل الرجل للمقارنة وطرح التحدي بين الإنسان والآلة، والذي تعاظم خلال السنوات القليلة الماضية مع التوسع في تبني الحلول والتطبيقات الذكية واستخدام «الروبوت» والذكاء الاصطناعي الذي دخل في مختلف مفاصل العمل وقطاعات الإنتاج، بما في ذلك إجراء أدق العمليات الجراحية وأخطرها.

لقد كانت المحاضرة سانحة للتأكيد على ريادة الإمارات وقيادتها الحكيمة، باعتبارها أول دولة في العالم تتبنى استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وتوكل هذا الملف لوزير دولة.

وتولى عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي تقديم المحاضر وإدارة الحوار الذي أثراه وتفاعل معه الحضور بأسئلة حملت ذات القلق والمخاوف حول مستقبل الوظائف التقليدية.

وقد أكدت الإمارات خياراتها في هذا المجال بإعلان استراتيجيتها الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة في ختام أعمال الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية في دبي نوفمبر الماضي، والتي شهدت كذلك إطلاق بروتوكول عالمي للذكاء الاصطناعي، وبروتوكول عالمي للثورة الصناعية الرابعة بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، في إطار المبادرات الهادفة لتمكين الحكومات والمجتمعات في مجالات التوجهات المستقبلية العالمية.

وطمأن المحاضر قلق الحضور ومخاوفهم من التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وأن تحل الآلة الذكية محل الإنسان، وقال إنه قلق في غير مكانه بل أنه «أشبه بالقلق من الانفجار السكاني على المريخ». وذلك يعود بنا للنقطة التي تناولناها في زاوية الأمس حول الاستعداد لوظائف المستقبل بالتأهيل العلمي الرفيع.

المصدر: الاتحاد