فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

عندما يسمو الوطن

آراء

مرت بنا ذكرى يوم الشهيد وأيضاً نحتفل بالذكرى الـ49 لليوم الوطني، ومثل هذه المناسبة فرصة للتوقف أمام تضحيات أبناء الإمارات الذين أرخصوا الروح من أجل تراب أرضهم، وقدموا نموذجاً مشرفاً وصادقاً عن الوطنية ومعنى الوطن، خلال يوم الشهيد، التصق الشعب الواحد مع ذوي وأبناء الشهداء في تلاحم إنساني قل مثيله يثبت أن الإمارات شعب واحد على أرض واحدة، أدرك أن المصير واحد، وأن المسيرة نحو التطور والتقدم للجميع وأن هذا الوطن الجميل الذي هو اليوم مهوى ومقصد للملايين من مختلف بقاع الأرض، كان في يوم ما صحراء قاحلة وبحراً قاسياً، لكن بعقول وقلوب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تحولت هذه البلاد في غضون 50 عاماً، إلى واحة من الأمن والسلام، تحولت الصحاري إلى مزارع وأنهار، والبحر بات مقصداً للسعادة والخير والرزق الوفير، والبناء والعمران الأحدث والأطول على العالم برمته، في دلالة على التطور وقوة الاقتصاد، وهذا النجاح يعود فضله لله عز وجل، ثم لحنكة وذكاء وبعد نظر شيوخنا منذ فجر هذه البلاد وحتى اليوم.

في هذه المناسبة أستذكر كلمات لصاحب السمو الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس هذا الاتحاد، ومن وضع أسس بناء الإمارات، خلالها يذكر بالآباء والأجداد وصبرهم وحجم وعظمة هذا التحول والتطور، وأيضاً تطلعات شعب الإمارات، ومن هذه الكلمات الخالدة، مقاله، رحمة الله: «إن الآباء هم الرعيل الأول الذي لولا جلدهـم على خطوب الزمان وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها. إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة. إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انـتصار على معاناة الماضي وقسوة ظروفه». وبالفعل تبقى إمارات اليوم مثالاً ساطعاً وواضحاً، إن الإرادة الإنسانية إذا توفرت وتوافر معها صدق النية والعزيمة والإخلاص والتخطيط السليم الموضوعي فإنها ودون شك ستلاقي النجاح، مهما كانت الصعوبات والعقبات. وشعب الإمارات يدرك هذه الحقيقة، ويعلم حجم ما أنجز، وعظمة وطنه، وما أبناؤنا الذين استشهدوا في مهمة نصرة المظلوم ودعم الحقوق، إلا مثالاً والدلالة على عظمة شعب الإمارات وقوة تلاحمه مع قادته في كل زمن وتحت أي ظرف، المطلوب في مثل هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً تعزيز هذه القيم ليسمو الوطن دوماً..

المصدر: الرؤية