عّمان أبوظبي وبالعكس!

آراء

خاص لـ هات بوست:

منذ قررت أن أعبر نحو الضفة الأخرى من الشرق، حيث أبوظبي الجميلة وقعت اتفاقية مع نفسي بالشروط التالية :

_أن لا أعود .. أن لا أعود إلا وأني أنجزت عملا واضحا لنفسي وللبلد الذي اختارني في هذه المرحلة من النضج في بيئتها ومنظومتها..

_أن أرفع عتبة الحنين، فلا كلمات أغنية لموسى حجازين ولا موسيقى لزيد ديرانية تستطيع أن تتجاوز حد عتبتي من الحنين الذي سأدفع تكلفته سريعا بتذكرة وعودة سريعة قبل الموعد المقرر لإجازتي…

_أن أعيد بناء ذاتي،مهارة هنا وصقل مهارة هناك، وكل نهار يوجد فيه خطة واضحة لاكتساب مهارات إضافية، مثلا بدأت تعلم تمارين الصوت .. فالدراية الإعلامية وأصول الخطابة المهنية سيمنحها جمال الذبذبات الصوتية حين تأتي من حنجرة بدوية،فيها عزف الناي وفناجين النعنع بالشاي ..

_الانخراط الفعال في ثقافة المجتمع الإماراتي،،فلا يصح أن يعبر عام وأنا لم أجيد ثقافة “السنع الإماراتي” أريد أن يقولوا عني نشمية سنعة !

_أن لا أتوقف عن الهام جميع من حولي، تارة بمهارات الحديث، ومرة في جمال تغذية الروح بالفن والموسيقى ومرات في كيفية فك التعلق بكل شيء، التعلق بالآخرين، بالراحة ، بالعادات الغذائية وحتى التعلق بالسموم البشرية حين تأتي على شكل علاقة مؤذية…

_أن أجاهر بعمري بمناسبة أو بدون، وأن أكشف عن ضعفي بكل قوة وأقرُّ به، لكن ولا مرة أستخدمه من أجل نيل تعاطف، بل أستخدمه نقطة قوة في بحر من الصلابة ..

_أن لا أضيع ساعة من عمري في مجاملة لا اطيقها أو صحبة لا أهضمها، وأن استمتع بوحدتي المُجتباة،وأن أصمم نهاري كما صممت الراحلة زها الحديد بديع أبراجها.. محسوبة بالزاوية.. وجميلة من الأعالي حتى الهاوية !

_أن أتحكم بوزني بحيث يصبح أكثر من عمري فقط بأربع سنوات، وأن أتجاهل حديث الصديقات والتعليقات بأني مثل الهيكل، وأن وجهي يقترب من حجم ملعقة طعام !

_أن أقاوم محاولات تدجيني، وسعي بعضهم أن أكون نسخة طبق الأصل عنهم، وأن أفوت الفرصة بأن أكون في حياتهم هامش من قصة أو حرف في كلمة وأن أصنع قصتي بنفسي ..

_أسهم الوقت عندي في ارتفاع، وقيمة الدقيقة مثل غرام ذهب حين تذهب في إنجار أصنعه أو حالة أبتكرها أو خبرة أكتسبها ..

_اتوقف طويلا عند أصيل الأغاني وأحاول عيش الكلمات وأتقمص عظمة الملحن وأن أصفق دون خجل حين يعبر مسمعي عمل جميل ولا أخجل أن أنحني طربا وجذعي معها يتراقص ويميل ..

_أن أستخدم ساعات الانقطاع عن الإنترنت في طريق الذهاب أو الإياب من عمان لأبوظبي في كتابة اعترافات أو حتى رسائل كهذه يقرأها كل من كان قلبه سليم بالذات …

أن أحيا بكافة حواسي “الستة” فهذه نسخة واحدة من الحياة ولا يوجد منها عدة حيَّوّات ..