فتاتان كويتية وسعودية في عمر الزهور واجهتا مرض السرطان بـ«الإيمان» و«التفاؤل»

أخبار

كونا – فتاتان في عمر الزهور لم تقهرهما آلام وأوجاع مرض السرطان ولم تستسلما في معركة تطول فيها دقائق انتظار “لحظة الرحيل” بل تسلحتا بالإيمان بالله ورفعتا شعار الأمل والتفاؤل متكئتين على دعم أسرتيهما في مواجهة هذا المرض القاتل.

الكويتية شوق الجويهل (18 عاما) والسعودية شريفة الحقباني (12 عاما) واجهتا المرض الخبيث بكل شجاعة حتى أصبحتا ملهمتين لكل من يتجرع آلام هذا المرض الصامت وتحولتا إلى أيقونتين في مدرسة الحياة ومواقع التواصل الاجتماعي عنوانها (رغم الألم يبقى الأمل).

ولم تقف الفتاتان مكتوفتي الأيدي حيال اصابتهما بالمرض وتأثر أهلهما بمصابهما والآثار الصحية والنفسية الناجمة عن الإصابة ورحلة العلاج والشفاء فاتخذتا من كل ذلك بوابة للتوعية من مخاطر السرطان عبر وسائل التواصل الاجتماعي والكتب.

وحول رحلة الإصابة والعلاج والشفاء قالت شوق الجويهل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إنها بمجرد تلقيها نبأ الإصابة سرطان الدم (اللوكيميا) عام 2013 شرعت في احتساب الدقائق المتبقية لها في الحياة وأنها كانت تنتظر الموت كل لحظة لكنها لم تستسلم لليأس.

وأوضحت أن الشعور باليأس الذي تملك منها لم يقتصر على لحظة تلقيها نبأ الإصابة بالمرض وإنما امتد ليشمل جلسات العلاج الكيماوي التي تسببت في سقوط شعرها وإضعاف جسدها ما سبب لها جرحا نفسيا عميقا.

وذكرت أنها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الدموع التي كان يذرفها أهلها حزنا على ما ألم بها حيث اعتبرت هذه الدموع “وقود الحياة” وسلاحها في مواجهة السرطان وتدمير خلاياه.

وأكدت الجويهل أن الإيمان والثقة في قدرة المولى عز وجل بأن يمن عليها بالشفاء إلى جانب الدعم النفسي الكبير الذي قدمته لها أسرتها كانا بمنزلة تأشيرة العودة إلى الحياة الطبيعية والتخلص من المرض.

وبينت أن رحلة العلاج التي انتهت عام 2015 لم تتوقف بإعلان شفائها من السرطان لكنها كانت نقطة البداية لنشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية الآخرين من مخاطر المرض ومسبباته وكيفية مواجهته والتغلب عليه.

من جانبها روت السعودية الحقباني التي اختيرت (سفيرة محاربي السرطان) في المملكة ل(كونا) رحلتها المليئة بالدروس والعبر مع إصابتها بسرطان الدم وكيف تخوض معركة دحر خلاياه مما دفع الى اختيارها (سفيرة) لمحاربة هذا المرض.

وتعتبر الحقباني أن الإصابة بالمرض بمنزلة بداية جديدة للانسان حيث يتسبب في تغيير نمط حياته الشخصية والأسرية فضلا عن اليأس إثر أوجاع المرض التي تنخر في جسده ما يجعله لا يقوى على مواجهة الحياة دون أن يتسلح بالأمل.

وذكرت أنها أصدرت كتابا بعنوان (رغم الألم يبقى الأمل) يضم يومياتها ومذكراتها منذ إعلان اصابتها بسرطان الدم قبل عامين ونصف العام ليكمل ترسانة أسلحتها للتصدي للمرض الى جانب التفاؤل ودعم الأسرة والأصدقاء والأطباء علاوة على نشاطها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مجال التوعية.

وأوضحت أن الشعور باليأس الذي يتملك الإنسان فور علمه بالإصابة بهذا المرض لم يدم معها طويلا وإنما منحها القوة والعزيمة لمواجهته وزيادة نشاطها المجتمعي عبر شبكة الإنترنت ما منحها فرصة التعرف على أصدقاء جدد وزاد من دائرة شهرتها على مستوى المملكة في التعريف بهذا المرض.

وأكدت الحقباني أن ايمانها بالمولى عز وجل ودعم أهلها وأصدقائها والفريق الطبي المشرف على علاجها داخل المملكة كان له مفعول السحر في عدم الرضوخ للمرض بل كان بداية طريق العلاج.

وعلى الجانب الأسري الذي يعتبر المحطة الأهم في تاريخ علاج المصاب بالسرطان قالت المواطنة لولوة الحساوي والدة الفتاة شوق الجويهل إن عزيمة وإصرار ابنتها على مواجهة المرض فضلا عن الرعاية الطبية الجيدة التي تلقتها داخل البلاد كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح الخطة العلاجية.

وأوضحت الحساوي أن الخيط الأول الذي كشف عن إصابة ابنتها بالمرض تمثل في ملاحظتها أن ابنتها تعاني ضعفا عاما في جسدها وشحوبا دائما في الوجه علاوة على شعورها بالآلم المستمرة في المفاصل والنوم لفترات طويلة وفقدان الوزن.

وأضافت أن الفحوصات الأولية التي أجريت لها في المستشفى الأميري كشفت عن الضعف الحاد في مناعتها في حين تم أخذ عينة منها أثبتت اصابتها بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) لتبدأ رحلتها العلاجية في مستشفى البنك الوطني.

ولفتت إلى أن جميع أفراد أسرتها والأصدقاء والطاقم الطبي لعبوا دورا كبيرا في مساندة ابنتها للتغلب على أوجاع هذا المرض والتي تحملتها بروح الأبطال.

من جهته قال محمد الحقباني والد الطفلة شريفة إن ابنته لاتزال تتلقى العلاج من المرض بمستشفى مدينة الملك فيصل الطبية مبينا أن الدعم الكبير الذي تتلقاه من أسرتها والطاقم الطبي والأصدقاء منحها القوة في تقبل هذا الوضع.

ولفت الحقباني إلى أن الآثار المترتبة على العلاج من المرض ولعل أبرزها تساقط الشعر كان له دور كبير في شعور ابنته باليأس إلا أن مساندة إخوانها وقيامهم بالتخلص من شعرهم لمساندتها انعكس ايجابا على نفسيتها بشكل كبير.

وتزور الطفلة الحقباني الكويت حاليا بدعوة من سفير الكويت لدى السعودية الشيخ ثامر الجابر الأحمد الصباح الذى سبق أن استقبل الفتاة ووالدها فى مقر السفارة الكويتية في العاصمة الرياض حيث عبر عن اعجابه بالروح العالية التى تتمتع بها وقوة ايمانها كما قدم لها درعا تذكارية بوصفها أول سفيرة لمحاربة مرض السرطان بالسعودية.

وتسعى (سفيرة محاربي السرطان) خلال زيارتها إلى مقابلة أكبر عدد من الأطفال المصابين بالسرطان لدعمهم نفسيا ومنحهم الأمل والعزم تحت شعار ( لنكن مع المرض أقوى).

وتعد الأمراض السرطانية احدى الأمراض المزمنة التي أوصت منظمة الصحة العالمية بالاهتمام بها ووفقا لاحصاءات المركز الخليجي لمكافحة السرطان فقد شهدت منطقة الخليج العربي ارتفاعا في معدلات الاصابة بالسرطان سواء بين البالغين أو الأطفال.

وتصل نسبة الاصابة بأمراض السرطان في العالم العربي ما بين 150 و 250 حالة من كل 100 ألف نسمة بينما تزداد في أمريكا لتتراوح ما بين 400 و 500 حالة من كل 100 ألف نسمة.

المصدر: الوطن الكويتية