مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

فكرة وإبداع .. وثقافة إيطالية

آراء

ما بين استعراض فعاليات ثقافية مستقبلية قريبة وحديث معرفي مع سفير أوروبي، أمضيت الفترة الصباحية الثلاثاء الماضي في إحدى قاعات فندق قصر الإمارات في أبوظبي، حيث حضرت مؤتمراً صحافياً للإعلان عن برنامج مهرجان أبوظبي الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ويقام في مارس وأبريل من العام المقبل.

المهرجان حسب ما أوضحت مديرته ومؤسِّسة المجموعة هدى إبراهيم الخميس كانو اتخذ من «الفكرة نواة الإبداع» شعاراً له، وهو يسعى لاستشراف آفاق المستقبل، وينطلق في إشراقات الفكر والإبداع الإنساني، وتتنوع نشاطاته بين الفنون والآداب، لتشمل الموسيقى والفن التشكيلي واللقاءات الثقافية الفكرية.. ولعل ما يراه البعض من أن المهرجان يهتم كثيراً بالفنون الغربية يعد ميزة إيجابية له إلى حد ما، فدولة الإمارات والمنطقة مليئة بمتذوقي الثقافة الغربية واستقطابهم بتقديم ما يستهويهم أمر إيجابي، وهو أيضاً عامل جذب للقادمين من الخارج ممن قد يبرمجون زيارتهم خلال فترته.

ومع ذلك سألت عن توسيع حضور الثقافة العربية والمحلية في المهرجان فردت «كانو» على تساؤلي بأن المهرجان يسعى لحوار الثقافات وأن القائمين عليه يسعون لإيجاد مساحات للثقافة العربية قدر استطاعتهم لتحقيق التوازن المطلوب.

إلى ذلك، كان للسفير الإيطالي جورجيو ستارتشي كلمة خلال المؤتمر الصحافي لكون بلده ضيف شرف مهرجان 2015، وبعد المؤتمر كان لي حديث ودي معه حول مستوى حضور الثقافة الإيطالية في المهرجان، سواء من حيث الأعمال الموسيقية الكبيرة، أو الفن التشكيلي والسينما، وتحدثنا عما تركه فنانو إيطاليا مثل دافنشي وأنجلو من لوحات خالدة، وعن الأفلام العالمية المهمة التي تركها عمالقة السينما الإيطالية وعلى رأسهم فيلليني وبازوليني والذهنية العالية في أفلامهما، ومررنا على ذكر أعلام غيرهم ممن تركوا بصمتهم في التاريخ .. لأكتشف من خلال الحوار العاجل أن السفير ستارتشي يرتكز على أرضية ثقافية جيدة، إضافة إلى رحابة صدره واهتمامه بمن يتحدث معه.

من الجيد أن يكون لسفير أي دولة معرفة واطلاع على الثقافة التي نبعت من بلاده وعلى الأشخاص المؤثرين في مجالاتهم في أزمنتهم أو كانوا رواداً في مجالاتهم، فالعمل الدبلوماسي ليس عائقاً أمام من يريد أن يثقف نفسه.

وعود على بدء، ما يميز مهرجان أبوظبي هو استمراريته، فعلى الرغم من مرور سنوات على تأسيسه ما يزال القائمون عليه يعملون على تطويره وتجديد الأسماء المشاركة فيه، ولعل الأهم إنسانياً في مهرجان 2015 هو تخصيص ريعه لصالح اللاجئين السوريين، وعسى انفراج أزمتهم يكون قريباً.

المصدر: الرؤية الإماراتية
http://alroeya.ae/2014/12/16/204811/