فنان المعبر وأبو نحل – إيمان حسين

أخبار

يعرف متابعو برنامج الآراب الأيدول المشترك محمد عسّاف وهو من أكثر المشتركين فرصة للنجاح في هذه المنافسة وذلك لسببين: أولاً موهبة عساف تؤهله وبجدارة لهذا اللقب، وثانياً هناك قوة دعم كبيرة جداً وحملة تصويت له من المحيط الى الخليج.

تختلف قصة دخول عساف البرنامج عن قصص باقي المتسابقين؛ لمن لا يعرف محمد عساف هو شاب فلسطيني من غزة تحديداً، غزة المحاصرة، أكبر سجن بشري في العالم. استغرق عساف يومين ليصل الى القاهرة حيث كانت لجنة تحكيم الآراب أيدول في مصر تنتقي المتسابقين للتأهل للبرنامج وذلك بسبب تأخيره على المعبر ما بين غزة ومصر حيث تم إغلاقه حين موعد سفر عساف. وصل محمد متأخراً، وصل بعد موعد تقديم الطلبات، وهنا بيت القصيد في هذه القصة: فقد قام شاب آخر، فلسطيني من لاجئي مصر بالتبرع بطلبه في المنافسة والتنازل عن دوره لمحمد بعد أن أيقن أن فرصة عسّاف أوفر في الربح من فرصته. يدعى هذا البطل المجهول عبدالله أبو نحل. لنتأمّل للحظة هذا الموقف الانساني الرائع. شاب يؤمن بموهبة شاب آخر ويقدّم له تذكرة عبور لعالم الفن والشهرة كان هو نفسه يبتغيه. الرابط الوطني بين لاجئ في مصر ومقيم في غزة كان أقوى وأهم من أحلام وآمال أحدهما. موقف يبشّر بأن “الدنيا لسّا بخير” ويُترجم بكلمتين: نكران الذات.

فوز محمد عساف باللقب هو فوز شابين وقضية. قضية أصبحنا ندرك أنها قضية رأي عام أكثر منها انتصار عسكري. قضية شعب يحب الحياة اذا ما استطاع اليها سبيلا.

httpv://youtu.be/qFysx9uxFd8

خاص لـ ( الهتلان بوست )