فن صناعة المستقبل

آراء

تحاول منطقتنا اللحاق بركب الحضارة والمساهمة في تطورها انطلاقاً من سعيها الخيّر إلى بناء الإنسان والمساهمة في رفاهيته، فتعد الخطط وتطلق المبادرات لتكون في الجانب الإيجابي، بعد أن كانت مهمشة لعقود وعقود لأسباب عدة.

لكن الإمارات تختلف عن المنطقة، بأهدافها وطموحاتها؛ لذلك فهي لا تسعى إلى اللحاق بركب الحضارة والعلم، وإنما لتكون في مقدمة هذا الركب، لأن فعل اللحاق يعني التأخر، وهي لا تقبل أن تكون متأخرة؛ بل في المقدمة على مختلف الصعد، فتراها تنافس في شتى المجالات.

من هذا المنطلق الذي يمثل أحد أهم أهداف الإمارات، قررت دبي خوض غمار عالم ما بعد الحقيقة، ودراسة «الواقع وما بعد الواقع»، وتأثير ذلك في البشرية ورفاهيتها عبر دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية، بشبكة متصلة تحتوي على عوالم تقوم على الواقع الافتراضي والمعزز.

نتحدث عن عالم «الميتافيرس» ومتغيراته، وآفاقه المستقبلية، حيث تحتضن دبي هذا الأسبوع، ملتقى دولياً للبحث في عوالم هذه التقنية، وكيف يمكن الاستفادة منها في تعزيز اقتصاد المعرفة الذي خطت فيه دولة الإمارات خطوات كبيرة جعلته جزءاً أساسياً وفعالاً من الاقتصاد الكلي.

ويأتي إطلاق «ملتقى دبي للميتافيرس» عقب إعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، عن «استراتيجية دبي للميتافيرس»، بهدف تعزيز مكانة دبي باعتبارها من أفضل مدن العالم في استثمار الفرص الاقتصادية الواعدة، وتبنّي وتوظيف تكنولوجيا «الميتافيرس» الجديدة، وتطوير البنية التحتية الرقمية القادرة على تحقيق الاستفادة القصوى من التحولات العالمية الجديدة، وما يحمله الاقتصاد الرقمي من فرص مستقبلية ضخمة.

الإمارات من خلال هذه المبادرة ومبادرات عدة ترسم مستقبلها الآن، وهي تفعل ذلك لأنها في معركة مستمرة مع الزمن، الذي بات أداة ذات فاعلية أكبر في المنافسة والإنجاز، فما كان يُنجز في سنوات أصبح ينجز، الآن، في أسابيع أو أيام في عالم التقنية.

«ملتقى دبي للميتافيرس» الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل، يشارك فيه 300 مسؤول حكومي وصانع سياسات، إضافة إلى مستثمرين من 40 مؤسسة عامة وخاصة، وشركة ناشئة وصندوقاً استثمارياً، ويتضمن برنامجه 10 جلسات موزعة على 3 محاور رئيسية، تهدف إلى تحسين فهمنا لتأثير «الميتافيرس» في حياتنا ومستقبل أجيالنا.

وسيمكّن الملتقى خبراء العالم من الاطلاع على التجارب النموذجية في القطاعات الرئيسية المعنية في دولة الإمارات، كما سيسهم في تعزيز جاهزية الإدارات الحكومية في دولة الإمارات للاستفادة من «الميتافيرس»، وترقية مكانة الإمارات في هذا القطاع بإنتاج مخرجات ملموسة في عالم التقنية.

المصدر: الخليج