فى ظل استمرار كورونا نحن بحاجة إلى..

آراء

أثَّرت الفترة الطويلة التى قضاها التلاميذ بالمنازل سلبًا على مستوى تلقِّيهم لتعليمهم، حيث قلّص عدم التواصل الفعلى والحضور المادى فى المدارس على محصلة المعارف والمهارات التى يجب أن يتلقاها الطلاب، وبجانب صعوبات اللاتواصل الجمة التى وُجدت فى تجربة التدريس «أون لاين»، يحكى كثير من أولياء الأمور أن الفترة تلك أظهرت حالة من اللامبالاة تجاه الاستذكار والحرص على التحصيل العلمى عند التلاميذ، حتى إن بعضهم دخلوا مرحلة من البلادة فى التعامل مع الحياة بشكل عام، فلقد ثبتَ أنَّ منظومةَ المؤسسة المدرسية وانتظام الحضور فيها تعد الوضعية الأمثل فى التعلم.

وسواء كان الحضور فى السنة الدراسية التى على الأبواب هجينًا، أو حضور خمسة أيام من الأسبوع؛ فعلينا أن نبحث كيف سنتعامل مع انتظام أولادنا فى العام الجديد بالمدارس، ونحن على أبوابه القريبة للغاية، فلم يزل العِلم يستحث تجاربه ليجد المصل الذى يُنهى أخطار جائحة كورونا ويتركها تاريخَ وباء قد انتهى.. فعند كتابة هذا المقال سجَّلت وزارة الصحة 153 حالة إصابة، رغم التزام الكثيرين بإجراءات التباعُد ومحاولات عدم الاختلاط، كما صرحت منظمة الصحة العالمية بأن شهرى أكتوبر ونوفمبر هما الأكثر ارتفاعا فى معدل الإصابات. نحن بحاجة إذن لمجموعة من المقترحات والمبادرات الفردية، أو من جمعيات المجتمع المدنى لمساعدة المجتمع ككل ووزارة التعليم فى توعية الجميع بشأن كيفية العودة إلى المدارس: الطلبة، والمدرسين، وموظفى إدارات المدارس، وأولياء الأمور، علينا مساعدة وزارة التعليم لمواجهة الانتظام فى المدارس لأكثر من 23 مليون طالبة وطالب، موزعين على المدارس المتنوعة فى مصر، فأبناؤنا مسؤولية الجميع، وواجبنا حماية حقهم فى الحياة أصحاء. لذا رأيت أن أقدِّم بعض الاقتراحات التى قد تسهم فى تقبُّل اليوم الدراسى فى ظِل خطر هذا الوباء، والجميع قد اتخذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية.. ماذا لو اشتغل بعض شعراء الأغانى على تحويل مبادئ الحماية الصحية من كورونا إلى أغنيات، أو جُمل موقعة بسيطة مُغنَّاه، وأن يؤديها فنانون يتمتعون بالقبول لدى الجميع، فى لحنٍ بسيط راقٍ يلتصق بالوعى، وأن تُذاع تلك الأغنيات وتُعرض على القنوات الفضائية، وفى البرامج الإذاعية لكل الدول الناطقة بالعربية، أحسبه إجراءً يساعد الطلبة على تقبُّلها والحرص على الالتزام بها. ماذا أيضا لو صُورت بعض المشاهد كدراما تليفزيونية يجسِّد فيها الشخوص مجموعةً من السلوكيات حول طُرق التعامُل والتعايُش لمنْعِ انتشار المرض، مشاهد تنقُل تصرُّف أبطال المشهد بطريقة إيجابية، ونفْس الأبطال حال تصرُّفهم بطريقة لا توفِّر لهم أمانا فى منْع العدوى من المرض، وكيفية التعامُل مع الآخرين فى المدرسة، وطريقة التواصُل بين الطلبة، وطريقة الجلوس، ومساحات الابتعاد، وطُرق النظافة وتطهير اليد والأدوات.

أخشى ويخشى الجميع من الفصول المكتظَّة بالطلبة فى المدارس الحكومية؛ لذا علينا أن نشدّد على طُرق الوقاية والتباعُد بألا يتجاوز الفصل الواحد من 25 – 30 تلميذًا، وهو ما يتطلَّب فترة دراسة ثانية فى اليوم الدراسى الواحد، وأحسب أن الوزير قد تحدَّث عن خطَّته لتنفيذ هذا التقسيم.

كنا نسخر من قُل ولا تقُل، وافعل ولا تفعل، تلك الإرشادات المطبوعة على ظَهْر غلاف الكراسات، التى كانت توزعها وزارة التربية والتعليم فى السابق، لا مجال للسخرية الآن؛ علينا أن نذكِّر الجميع بالاحترازات التى يجب على الجميع الالتزام بها. فماذا لو صمَّمنا تطبيقًا يظهر على شاشات الهواتف المحمولة يتضمَّن رسائل مكتوبة أو صوتية تُذكِّر أولياء الأمور والتلاميذ، والمدرسين، وموظفى المدارس بالإجراءات الوقائية وبعض الحقائق للحدِّ من انتشار فيروس كورونا بطريقة جاذبة. ولقد حاولتُ كتابةَ بعض العبارات التى من الممكن أن يتضمَّنها هذا التطبيق مثل: التأكُّد من الخطوات والإجراءات الاحترازية لمنع عدوى التلاميذ من المخالطين فى البيت وحتى طلوعهم لباص المدرسة ــ غسل اليدين بطريقة صحيحة سلوك نستطيع تجسيده عمليا أمامهم ــ تعقيم اليدين سلوك ينبغى الحث عليه عددًا من المرَّات أثناء اليوم الدراسى ــ الحث على غسْل اليدين بعد التعقيم، وقبل تناوُل الوجبات فى المدرسة وخارجها ــ حثهم على الحفاظ على المسافات الاجتماعية الآمنة بينهم وبين الجميع فى المدرسة ــ التعقيم لبعض الأدوات الخاصة المستخدَمة فى المدرسة سلوكٌ ينبغى أن نشجِّعَهم عليه.

ــ صحة أطفالكم وصحتكم مسئؤولية الجميع لسلامة أوطننا ــ يُفضَّل أن يقتدوا بسلوكنا؛ فلنبدأ بأنفسنا باتباع وسائل الحماية والتغذية السليمة والرياضة الخفيفة.

المصدر: المصري اليوم