في مواجهة التطرف

آراء

في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجددت لقاءات ومجالس العلم والفكر بانطلاق موسم المحاضرات الرمضانية التي يحرص عليها سموه، جريا على عادته في جمع أهل الِذكر من علماء الدين والمفكرين والرواد للتبصير بكل ما فيه نفع للأوطان والمجتمعات.

وبحضور سموه كانت البداية والانطلاقة لموسم هذا العام بمحاضرة قيمة للغاية في هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة، وكانت بعنوان «حماية المجتمع من التطرف» للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الشقيقة، استهلها بالتعبير عن الشكر والامتنان للمواقف الأخوية والمبدئية لدولة الإمارات تجاه بلاده، وهي واحدة من البلدان الشقيقة التي استهدفها المتطرفون من المتاجرين بالدين الإسلامي الحنيف، اعتقاداً منهم بأنها ستكون لقمة سائغة لهم، وقد تصدت لهم بكل قوة لتخرج منتصرة بفضل من الله ووعي أبنائها ويقظة أجهزتها والتفاف أشقائها وأصدقائها من حولها. ولتخرج كذلك بتجربة في التصدي لهذه الشراذم من البشر الذي استعرض المحاضر هشاشة وضعف المنطلق الديني والفكري الذي تنطلق منه للترويج لنفسها، وما تقوم به من أعمال خسيسة غادرة خسة وغدر وجبن الإرهاب والإرهابيين.

المحاضرة أبرزت القيم العظيمة لديننا الحنيف ورسالته الوسطية، و ما تتعلق بصون حياة الإنسان ونماء وازدهار المجتمعات من خلال نشر المحبة والتسامح والتفاهم بين البشر. وكذلك صون النشء من الأفكار الظلامية المتطرفة لهذه الجماعات الإرهابية التي تستهدفهم مستغلة حماسة الشباب وعدم معرفتهم بالعديد من القضايا المتعلقة بجوهر الدين، خاصة فيما يختص بقضايا التكفير والخلافة و بمفهوم الجهاد الذي أكد المحاضر على حصر إعلانه بولي الأمر أي الحاكم.

كما كانت المحاضرة فرصة جددت الدعوة ليس فقط لتجديد الخطاب الديني والإعلامي، وإنما مراجعة بعض المناهج التي تُدرس في المدارس، وتغرس البذور الأولى في العقول، وما تجنح إليه بعد ذلك نحو التطرف والغلو والتشدد. محاور عدة تجتمع حول هذه المسألة التي تتطلب حشد الجهود والطاقات للتصدي لخوارج العصر الذين أصبحوا يهددون الحضارة الإنسانية والبشرية بما يقومون به من أعمال تقوم على إقصاء وتدمير الآخر الذي يختلف معهم فكريا وعقائديا.

مسؤولية التصدي لهؤلاء الضالين والمنحرفين مسؤولية مشتركة، تبدأ من البيت والمدرسة وأخذ العلم الصحيح من أهل الذكر وأولي العلم المعتمدين.

المصدر: الإتحاد