قمة رواد التواصل

آراء

احتضنت «دانة الدنيا» أمس الدورة الثالثة من قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب برعاية كريمة من فارس المبادرات والإيجابية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وفي كل ملتقى تحتضنه الإمارات، تتجلى الغاية السامية لتوحيد الرسالة ورص الصفوف وتوظيف الطاقات من أجل الخير ولصالح الإنسانية، ومنذ أن فرضت مواقع التواصل الاجتماعي نفسها على المشهد الإعلامي في عالم نحن جزء منه، برز مصطلح «مؤثر» الذي لم نتفق بعد – رغم كل هذه السنوات- على تحديد «المؤثر» من غيره، هل يستمد صفته من عدد المتابعين له أو من موقعه السياسي والاجتماعي ومنصبه الوظيفي أو علمه وخبراته. ومن أثر غياب المعايير تجد البعض يعتبر نفسه «مؤثراً» لمجرد وصول عدد متابعيه لرقم معين رغم الشكوك التي تحيط بمثل هذه المزاعم، خاصة بعد انتشار ظاهرة «بيع وشراء» المتابعين: الوهميين، ودفع بالكثير من المواقع لمراجعة النمو والارتفاع المفاجئ لمتابعي بعض الحسابات.

ومع كل ملتقى من هذا النوع، يبرز كذلك السؤال المتكرر حول تقدم الإعلام الجديد وأدواته، وفي مقدمتها «التواصل الاجتماعي» على حساب ما يسمى «الإعلام التقليدي» والذي يعتقدون أنه في طريقه للانقراض بينما تؤكد الأحداث أنه لا يزال في الصدارة، والدليل أن أبرز القضايا على اختلاف مستوياتها كانت هذه الوسائل التي يرونها «تقليدية» هي المواكب لها إن لم يكن الشرارة الأولى لطرحها بكل ثقة ومسؤولية بما تمتلك من حرص على المصداقية والمعايير المهنية التي تلتزم بها. بينما تقع غالبية مواقع الإعلام الجديد والكثير من المؤثرين تحت وطأة الركض لتحقيق «السبق» في العديد من المطبات التي تنال من مصداقيتهم والثقة بهم أمام متابعيهم.

للإمارات تجربة قادها المجلس الوطني للإعلام لتنظيم ساحة عمل «المؤثرين» ومواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد على ضرورة الالتزام بالمهنية والمصداقية.

كما أرست التجربة ضوابط قيمة رغم اعتراض البعض على ارتفاع الرسوم المقررة عليهم، ضوابط تنُقي الساحة من «الفقاقيع» التي تحاول أن تنتزع دوراً أكبر منها، ولا تكتفي بذلك، بل تتخذ من الفضاء الواسع منصة لتشويه قيم مجتمع بأسره، وتنال من آخرين لتصفية حسابات شخصية واختلاق قضايا لا وجود لها، وغيرها من الممارسات غير السوية التي تهدف لاختطاف الأضواء والشهرة على حساب الآخرين.

المصدر: الاتحاد