قواتنا المسلحة.. والقرار التاريخي

آراء

مع كل مناسبة وطنية، نتعلّم من مسيرتنا الاتحادية درساً بليغاً، كتبت فصولُه بمداد الوعي والطموح والهمّة والعزيمة والإرادة القوية، والثقة بالذات والإيمان بوحدة الهدف والمصير.

نقول ذلك، بينما نحتفي بالذكرى الـ 46 لتوحيد قواتنا المسلحة، تحت راية واحدة، وقيادة موحّدة، ضمن قرار تاريخي اتخذه آباؤنا المؤسسون، الذين كانوا عظماء في طموحهم، عظماء في إرادتهم.. كباراً في عزمهم، حكماء في استشرافهم للمستقبل.

فلقد أدرك المؤسّسون مبكراً قيمة وجود قوة تحمي مكتسبات ومصالح الدولة، وتضمن لها المضي نحو أهدافها التنموية، في «بيت متوحد»، قائم على أركان الاتحاد القوية الشامخة، وركائز هويته وملامحه، وإيمانه بوحدته، وثوابته.

ولا أدل على ذلك من قول الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «إن الحقّ والقوة جناحا طائر واحد.. فلا القوة وحدها يكتب لها الحياة، ولا الحق وحده دون القوة يكتب له البقاء..».

ولأن قوة الجيوش تصنعها تضحيات الأبطال وشجاعة المخلصين من أبنائها، فإن التاريخ يشهد على ما قدمته قواتنا المسلحة من بطولات وما حققته من إنجازات، وفق عقيدة عسكرية قائمة على حماية الوطن، والدفاع عن مكتسباته، والوقوف مع الحق، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وكما كانت قواتنا المسلحة الركن الأساسي في انطلاقتنا نحو التنمية في مرحلة التأسيس، فهي اليوم ركن أساسي في «انطلاقة الخمسين»، حيث لم تعد مهمتها تقتصر على الدفاع عن السيادة والمكتسبات، بل باتت تلعب أدواراً غاية في الأهمية في تعزيز السيادة الاقتصادية، ورفد الاقتصاد بعوامل القوة والجاذبية، وبناء الكفاءات والقدرات المواطنة، وتعزيز تنافسيتنا عالمياً في مجالات التنمية المختلفة، خاصة وقد خضنا تحدي الصناعة المتكاملة في المجال العسكري.

في ذكرى توحيد قواتنا المسلحة، لا تكفي بلاغة العبارة لوصف مدى فخرنا بمؤسستنا العسكرية، التي هي حصن الوطن وصمام أمانه وخط دفاعه الأمامي في مواجهة المخاطر.. فيما تتجدد ثقتنا بمشروعنا التنموي المستمر، ويزداد تمسكنا برباطنا المقدس، ونصل ماضينا بحاضرنا، ونظلّ على الدوام قوة سلام واستقرار.

ولجنودنا البواسل نقول: بكم ارتفعت وترتفعُ رايتنا، وفيكم.. نرى أنفسَنا وعزّتَنا، ومنكم.. نتعلّم أن عزيمة الرجال لا تقهر.

المصدر: الاتحاد