عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

قوة الاعتقاد الإيجابي

آراء

قفز من السرير في سباق مع الدقائق والثواني فلقد تذكر موعده مع أحد أصدقائه المقربين الذي طلب منه أن يقله إلى المطار في الصباح الباكر، ارتدى ملابسه بلمح البصر، ورفض مجرد فكرة تناول الإفطار، فالطريق إلى منزل صديقه يستغرق نصف ساعة ولم يكن أمامه وقت.

ركب سيارته وكأنه يسابق الريح إلى أن وصل إلى منزل صديقه بعد وقت طويل وهنا بدت علامات الغضب والضيق على وجه صديقه، وحين أوصله إلى المطار اكتشف أنه تأخر عن موعد طائرته فلقد رحلت الطائرة، فأطلق الصديق الرصاصة المحبطة بقوله «أنت إنسان فاشل ولا فائدة منك». وهنا بدأ بعملية جلد الذات فكيف له أن يتأخر على صديقه. لقد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه لأنه يعتقد أنه فعلاً إنسان فاشل؟!

أحياناً يبالغ البعض في اعتقاده بأن مشكلته كبيرة جداً لذا يبدأ بجلد الذات. ويعد جلد الذات مرضاً نفسياً وأسبابه تنحصر في إخفاقات الفرد في إقامة بعض العلاقات التي كان يتمناها أو الشعور بالتقصير تجاه عمله وأسرته وأصدقائه. فتجده يختلق لنفسه أخطاء لم يرتكبها ويقنع نفسه بأنه يستحق اللوم فيدخِّل نفسه في دوامة جلد الذات التي تعود عليه بالسلب لأنه يحمِّل نفسه قدراً من اللوم فوق ما يستحقه فقط لأنه اعتقد مع نفسه أنه قد وقع في الخطأ.

يقول روبرت ديلتز أحد مؤسسي علم البرمجة اللغوية العصبي «يمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك – وعندما يكون الاعتقاد قوياً ستكون تصرفاتنا متماشية مع هذا الاعتقاد». بعض المعتقدات قد تكون سلبية لتصنع بين أي شخص وتحقيق أحلامه حائلاً قوياً بل سداً منيعاً، أما إذا كان متيقناً من أنه قادر على تحقيق أحلامه فسوف يستطيع تحقيقها مهما كلفه الأمر.

بدلاً من جلد الذات على غلطة أو التباكي شفقةً على النفس عند مواجهة المصاعب، يجب التسامح مع الذات لإعطاء المواقف نظرة أكثر واقعية. فمن غير المنصف إفساح المجال للمحيط الاجتماعي بالتدخل بتقدير الشخص لذاته بالسلب.

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الكمال غير موجود لذا يجب عدم الاستهانة بما حققته الذات من نجاح ساعة بعد ساعة ويوماً بعد يوم. صحيح أنه من الممكن أن يكون أي اعتقاد سبباً في الفشل والحد من تصرفاتنا في الحياة ولكن بعض المعتقدات قد تكون سبباً رئيسياً للنجاح وتحقيق الأهداف.

المصدر: البيان