«كورونا» ليس شأناً للدعاة والعشّابين

آراء

لا جدال في حق الناس بالتغريد والتدوين في «الترند» العالمي حول تطورات فيروس كورونا، وقد أعلنت دول كبرى حالة الطوارئ، وبلغ التأهب أقصى حدوده ودرجاته، وتعددت بؤر انتشار الوباء، على نحو فاق كل التوقعات.

هذا وباء خطر يشغل الناس على امتداد الكرة الأرضية، ومثلما يحدث في بلادنا وجوارها، يحدث أيضاً في بلدان أخرى، ومن المعروف أن شركات الاتصالات حول العالم، تحقق عوائد تجارية عالية هذه الأيام، بسبب كثافة استخدام الهواتف وشبكة الإنترنت، والمتابعة المستمرة للأخبار وتطورات الوباء، والتفاعل معها.

لكن بعض أوجه التفاعل تغريداً وتدويناً ضارة جداً، وتعيق جهود الأنظمة الصحية والفرق الطبية العاملة في الميادين، فمنها ما ينطوي على «معلومات» خاطئة عن المرض، ومنها ما ينشر نصائح أو طرقاً للعلاج، لا تمت للطب بأية صلة، اعتماداً على نصائح دعاة أو عشّابين، ومشاهير تواصل اجتماعي ينقلون عنهم.

هذا فيروس جديد، لم تعرفه المختبرات قبل ديسمبر الماضي، وما لم يبتكر العلماء لقاحاً له، فلا الأعشاب مفيدة، ولا أية وسيلة أخرى، سوى اتباع التعليمات الطبية الصادرة عن الجهات الصحية المختصة في كل دولة.

نقرأ على وسائل التواصل الاجتماعي كلاماً مرسلاً لبعض الدعاة مثل: إن الوضوء وحتى التيمم مفيدان جداً للوقاية من كورونا، وعلاوة على أن ذلك لا سند علمياً له، فهو يخالف القاعدة الدينية بالأخذ بالأسباب، ويصبح أكثر ضرراً مع انتشاره والاعتماد عليه من قبل بسطاء الناس.

نقرأ أيضاً عن قوائم لا نهاية لها من الأعشاب والنباتات التي يدعي العشّابون أنها تقي من الإصابة بالفيروس، لمجرد نقعها وشربها قبل النوم، وكأن الأمر يتعلق بصداع عابر أو آلام عارضة في المعدة، وليس وباء جائحاً، ومهلكاً، يهز العالم، ويضرب اقتصاداته.

الدعاة، والعشّابون، ومشاهير النسخ واللصق، مع التقدير لهم جميعاً، غير مؤهلين للخوض في فيروس كورونا، ولا في غيره من الأوبئة، فما لم يتوصل العلماء إلى لقاح، ستظل المواجهة مستمرة مع هذا الوباء بالوقاية والحجر الصحي، ومختلف الوسائل الطبية المعروفة، وليس بغيرها.

لا تصافحوا، ولا «تخاشموا»، وابتعدوا عن التجمعات البشرية الكثيفة، واتبعوا الوسائل الوقائية التي تعلن عنها الجهات الصحية الرسمية، وكذلك الأرقام، والتطورات، والمعلومات، وحمى الله البلاد والعباد من كل كريهة ومكروه.

المصدر: الاتحاد